فؤاد جوهر- جريدة البديل السياسي .
في قلب جماعة حاسي بركان بإقليم الناظور، يشتد الظمأ وتخفت الأصوات تحت وطأة العطش المستمر منذ أكثر من شهرين.
دواوير بأكملها تعيش عزلة مائية قاتمة، بينما ترتفع درجات الحرارة ويزداد القلق وسط الأهالي الذين باتوا يعيشون مأساة يومية بسب غياب الماء وانقطاغه المتواصل.
وحسب شهادات من الساكنة لجريدة البديل السياسي فإن أزمة الماء الشروب لا تعود إلى ندرة الموارد فقط، بل إلى استحواذ بعض المستثمرين الفلاحيين على كميات كبيرة من المياه وتحويلها لسقي مغروساتهم، في تجاوز صارخ للقوانين، وتغولٍ على الحقوق الأساسية للمواطنين البسطاء.
وقال أحد القاطنين لموقع عبّر “لسنا ضد الفلاحة، ولكن أي فائدة من أشجار تسقى وأطفالنا يعانون العطش، وأشار ذات المصرح إلى أن معاناة الأسر باتت مضاعفة، خصوصا مع دخول فصل الصيف حيث الحاجة للماء تتضاعف.
ووسط هذا الصمت الرسمي المقلق، بدأ صبر الأهالي ينفد.
فمع غياب أي بوادر لحل قريب، شرعت الساكنة في التلويح بالتصعيد، معلنة استعدادها لتنظيم مسيرات احتجاجية للمطالبة بحقها المشروع في الحياة الكريمة.
ويطالب المحتجون بتدخل عاجل من طرف السلطات المحلية والإقليمية، لوقف النزيف المائي وضمان توزيع عادل ومنصف للثروة المائية، خاصة في المناطق القروية التي غالبا ما تدفع ثمن التهميش والإهمال.
ويحذر نشطاء في الفضاء التواصلي من انزلاق الوضع إلى بؤرة توتر بالجماعة الهادئة لتبقى الكرة الآن في ملعب الجهات المختصة، قبل أن يتحول العطش إلى شرارة انفجار اجتماعي قد يصعب احتواؤه.
تعليقات
0