حليمة صومعي-جريدةالبديل السياسي
ي روائح مطرح نفايات ببني ملال تثير سخط الساكنة الملالية حين كانت مدينة بني ملال تشهد حملات نظافة مستمرة لتعزيز الوعي البيئي وتحسين المظهر العام للمدينة. تشمل هذه الحملات تنظيف الشوارع الرئيسية والنقاط السوداء وجميع الأحياء.
تهدف الحملات إلى ترسيخ أهمية النظافة في سلوك السكان والتعاون مع السلطات المحلية للحفاظ على جمال المدينة.
قبل أن تنصبح تعيش بتخبطات ، وهو أمر يعكسه العديد من التحديات التي تواجهها المدينة على مختلف الأصعدة.
يمكن ملاحظة ذلك في جوانب التنمية الحضرية، والخدمات، والبيئة، وحتى في المشهد السياسي المحلي.
اليوم سكان مدينة بني ملال يعيشون اختناقا من روائح النفايات ويطالبون الجهات المعنية بتدخل العاجل لوقف الكارثة البيئية، من بينهم أحياء أولاد اضريد مغيلة، تحولت حياة آلاف الأسر إلى معاناة يومية بسبب روائح عصارة النفايات المتسربة من الأحواض المكشوفة، ما تسبب في حالات اختناق، خاصة لدى الأطفال والتلاميذ والطلبة.
وقد اضطر العديد من السكان إلى غلق نوافذ منازلهم بشكل دائم، وتسجيل زيارات متكررة إلى أطباء الأنف والعيون نتيجة أمراض الحساسية المزمنة. من خلال تدوينة، أطلق المستشار الجماعي المعارض توفيق زبدة عن الحزب الاشتراكي الموحد، ذكر بالوضع الكارثي الذي يعاني منه الساكنة كل صيف من الروائح الكريهة المنبعثة من المطرح ومن جهة اخرى ارتفاع درجة الحرارة تجعل حياة الساكنة تعيش في اختناق جماعي تحولت حياة آلاف الأسر إلى معاناة يومية بسبب روائح عصارة النفايات المتسربة من الأحواض المكشوفة.
التي تزكم الأنفاس خاصة تلك التي تقع في مجرى الرياح المجاورة للمطرح، مِثل المقبرة الإسلامية بأولاد ضريض، مغيلة، الحرم الجامعي، ومستقبلا كلية الطب والصيدلة والمستشفى الجامعي ومدارس عليا ومعاهد أخرى، مشروع أَليَانس دَارنا، التقدم، المَضهر، الأطلس، المسيرة 1، وغيرها من الأماكن الأخرى، وقد عَبَّرت الساكنة والطلبة في مناسبات عِدة عن استيائها من هذا الوضع، وقَد آن الأوان لتبديد المَخاوف البيئية ونَقل المَطرح لِمَوقع آخر يحترم القوانين المنظمة، كالمسافة الضرورية عن الأحياء السكنية والأراضي الفلاحية والفُرشات المائية وِفقَ القوانين الجديدة والإلتزام بها مع ضرورة إشراك الجميع في العملية وفتح إمكانية التعرض على الضرر للجميع، والإستعانة بخدمات المختصين المكلفين بتتبع المشروع.
تحويل عملية الجَمع إلى عملية مُعالجة وفرز وتحويل وتصنيع على صعيد الجماعة، تخلق فرص شغل متعددة وتحرك عجلة الإقتصاد في إطار مشروع مطرح جماعي منتج، بيئي، متطور ومراقب قادر على المعالجة اليومية للنفايات والمحافظة على البيئة وفق مواصفات ومعايير دولية حديثة، إنشاء محطة معالجة للعصارة تقليل الروائح والتلوث المائي تغطية الأحواض المكشوفة الحد من الانبعاثات وانتشار الروائح تطوير محطة فرز نفايات تقليل الكميات الموجهة للطمر وتحسين التدوير تشديد المراقبة والعقوبات إلزام الجهات المسؤولة باحترام دفتر التحملات إشراك الساكنة في تتبع الوضع تخفيف الاحتقان وضمان الشفافية وعلى العموم المطرح الجماعي في بني ملال ليس مجرد نقطة في جدول أعمال المجلس، بل قضية وجودية تمس الحق في الحياة والكرامة والبيئة السليمة.
وعلى المنتخبين أن يدركوا أن تمرير صفقات في غياب مشروع بيئي شامل، هو رهان خاسر سيُدينهم التاريخ عليه، لا محالة. فإما أن نختار اليوم مواجهة هذه الكارثة البيئية بشجاعة ومسؤولية، أو نواصل سياسة دفن الرؤوس في النفايات، وليس فقط في الرمال.
تعليقات
0