حول رغبة الأدمغة المهاجرة في خدمة الوطن ..الأستاذ عبد العزيز أشركي
الأستاذ عبد العزيز اشركي -جريدة البديل السياسي
حول رغبة الأدمغة المهاجرة في خدمة الوطن ..
يزخر المغرب على الصعيد الدولي بكفاءات وطاقات بشرية هامة ومميزة٬ ويفخر بوجود عدد كبير من الباحثين والمسؤولين المغاربة في مختلف أرجاء العالم، يشتغلون في مؤسسات علمية متقدمة ويشغلون وظائف ومراكز مرموقة؛ معظمهم يرغب في خدمة بلده الأصلي المغرب، كما صرح بذلك منذ أزيد من عقد من الزمن السيد الخمار المرابط (*) المدير العام السابق للوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي (أمسنور) والمدير الأسبق للأمن والسلامة النوويين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.
رغبة أكيدة ومعلنة، في سبيل خدمة الوطن الأم، جديرة بالتنويه والتثمين. لكن ماذا لو كانت قد لقيت آذانا صماء وبقيت دون صدى حقيقي، أي دون أن تتلقفها الجهات الرسمية بالمغرب وتسارع إلى البحث عن سبل استثمارها في ما ينفع البلاد والعباد، أو دون أن تحظى من جانبها بما يقمن ويكفي من الاهتمام لاستثمارها على الوجه الأمثل والأكمل، مع توفير الظروف الملائمة والوسائل الضرورية لبلورة تلك الرغبة على أرض الواقع وترجمتها إلى مشاريع مدروسة ومنجزات ملموسة؛ بما يسهم علميا وعمليا في النهوض بالاقتصاد الوطني والرقي بمستوى عيش الساكنة في المملكة.
ألا يدعو مثل هذا التقاعس أو التقصير من طرف الدولة في التفاعل والتعامل جديا وإيجابيا مع رغبة أدمغتها المهاجرة وخبرائها المنتشرين حول العالم، هؤلاء إلى التفكير في صيغ وطرق أخرى لخدمة بلدهم؛ كمبادرين لا كمنتظرين لنداء الوطن ولدعوته لهم إلى المساهمة في بنائه وتنميته وتقدمه، ومنحه إياهم المناصب والآليات الكفيلة بتحقيق ذلك في المستقبل المنظور أو البعيد. أليس بالإمكان توحيد رغباتهم وتنسيق أفكارهم عبر قنوات التواصل المتاحة أو من خلال هيئة أو مؤسسة يحدثونها لأجل هذا الغرض حتى يخرجوا بمبادرة أو مبادرات يعرضونها – ولم لا، يفرضونها – على السلطات المعنية ببلدهم المغرب، للنهوض بأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية؛ باعتبار ما يتمتعون به من ثقل على الصعيد العالمي وقوة ضغط على المستوى المحلي، تخولانها لهم نوعية المؤسسات الوازنة وطبيعة المناصب الحساسة التي يعملون فيها بالخارج.
ا*ا*ا*ا*ا*ا
(*) بالنسبة لتصريح السيد الخمار المرابط المنوه عنه أعلاه، راجع مقالة تتناول قصة هذا الخبير المغربي، منشورة في “هسبريس” بتاريخ 15 غشت 2012.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار