كلمة حق الأستاذ المرحوم سيدي محمد سراج بن السي عمرو حموش
جريدة البديل السياسي :
لا یحتاج القلم إلى وقت كي ینتظر أن تأتیھ الكلمات لیسطرھا في حق مربي الأجيال الأستاذ ( المرحوم سيدي محمد سراج بن السي عمرو حموش من دوار أولاد الطالب لهدارة قبيلة كبدانة جماعة أركمان إقليم الناظور .
فتاریخه الطویل كاف لان یترك كما ھائلا من المواقف والبصمات والذكریات والآثار الطیبة حتى تدرج في مقالة خاصة عنه . ولا غرابة في أن اسمیه( مربي الأجيال ) فھو الذي مرت تحت یدیه المئات من أبناء كبدانة منھم من رحل عن ھذه الدنیا منذ فترة ، ومنھم من لا زال یتحدث عن ذكریاته مع الأستاذ سيدي محمد سراج بن السي عمر حموش عندما كان أستاذا بمجموعة مدارس أركمان فرعية لهدارة ورئيسا لنفس الجماعة في السبعينات یجلس على رحلة في صفھه.
بل كان مربیا حتى للذین لم تسنح الفرصة لھم بان یعاشروه معلما ، ولكن التقوه في مدرسة لهدارة قبيلة كبدانتة فأخذوا منھ الحكمة والنصیحة التي لم یكن یبخل بھا عن كل من یستشیره كبیرا كان أم صغیر ، وحتى للذي لا یطلبھا فلا یتوانى عن تقدیمھا له حرصا منه حتى لایقع في خطأ قد یكلفه كثیرا . قام برسالة العلم والتعلیم الھادف للتھذیب والاستنارة والوعي المسترشد بالقیم النبیلة….
قد نجد واحدا ھنا أو ھناك تحمس في بدایة المشوار لرسالة التعلیم السامیة…لكن قلیل ماھم أولئك الذین واصلوا مشواره إلي نھایته بنفس الشموخ والكبریاء النادر…..
فأستاذنا الراحل سيدي محمد سراج , ظل وفیا لرسالته ینشرھا بین الناس …مدافعا عنھا وذابا عن حیاضھا فھو صاحب رؤیة واضحة ورسالة عظیمة وقد أعطي من نفسه نموذجا لذلك …
الفقید كان مفكر ورائد وقائد ومدرسة متكاملة في الفكر والسلوك والتربیة وھو مشروع نھضوي اجتماعي راسخ….التعلیم عنده ھو مفتاح النھضة …المدرسة مكان للعلم والتحصیل وقبل ذلك للعمل وفوق ذلك للتربیة ومع ذلك للثقافة والنشاط والانصھار الاجتماعي بین كافة أبناء كبدانة المدرسة عنده مؤسسة تقود المجتمع وتخرج الأجيال إلى المجتمع مزودین بالعلم و والوعي الديني اللازمین للنھضة والوحدة والسلام…
أستاذنا الراحل سيدي محمد سراج خلال مسیرته الطویلة الغنیة الزاھرة الزاھیة ظل یعمل لذلك بجد واجتھاد لا یعرف الكلل ولا الملل خلا ل المحطات المتنوعة التي عمل فیھا …
رغم ذلك لم یكن أبدا أسير الجلوس في البیت حتى في آخر أيامه ولم یكن یتخذه إلا مكانا یجتمع فیه بعائلته وأصدقائه ومحبیھهممن یحبون مجالسته، فكان دائما یقضي أوقاته خارج البیت في المسجد فھو
ابن المساجد ولا یرید أن یكون بعیدا عنھ.ه. أدرك أستاذنا الكبیر الراحل سيدي محمد سراج , ذلك بقلب وعقل المعلم العارف ولذلك جاءت مبادراته وإسھاماته الرائعة في مجال التربیة الإسلامية بإنشاء المصلى بالمدارس التي عمل فیھا لتعلیم وتعوید الطلبة على الالتزام بالصلاة , والتى كان یؤكد علیھا في كل حصصه المدرسیة , ودروسه الخاصة بالمساجد , وإنا شخصیا احد تلامیذه التزمت الصلاة من خلال دروسه في المدرسة وفى المسجد … وكذلك قام وساھم في مراسلة عدة حكومات بالمغرب لتزويد السكان بالكهرباء والماء الصالح للشرب في قبيلة كبدانة .
رحل الاستاذ سيدي محمد سراج بن السي عمرو حموش , ورحلت معھ القیم التربویة الأولى وھیبة المعلم والإنسان الطیب الودود ولكن ستظل الأجيال التي نقش على صخر طفولتھا العلم والمعرفة تتحدث عنھا لك الرحمة والمغفرة یا أستاذنا الكبیر سيدي محمد سراج.
فقد تشرفنا شرفا عظیما بالتتلمذ علي یدیك وسنظل أوفیاء لك ولرسالتك العظیمة لن نرھن أنفسنا إلي مكان دون أخر ولا إلي عائلة دون أخري ولا إلي عنصر دون الأخر..لن نحید عن مبادئك…فالناس في بلدي إخوان سواسیة یسعون لھدف واحد …بلد ناھض متحد مزدھر متقدم تسوده قیم الحق والحریة…. ولك یا أستاذنا في كل ذلك أجر كبیر فكنت علي درب الأنبیاء والمرسلین والصالحین…
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار