” مدرستي الحلوة .. مدرستي الحلوة ”
جريدة البديل السياسي :
بسم الله الرحمان الرحيم ,
و الصلاة والسلام على من لا نبي بعدهـ ,
أهلا و سهلآ ,
..
أشتاق كثيرآ إلى كيبوردي الجميل .. لكنني أعود إليه باستمرار ,
و عودتي هآته , أتمناها أن تكون ميمونة , سهلة و خفيفة الظل كما يقال ,
فبسم الله أبدأ في صلب الموضوع , الذي سأخصصه للمدرسة , مربية الأجيال .. بين ماض جميل و حاضر عليل
وكل في قالب هزلي يسير ,
أنا تعلمت , إذا أنا متعلم , و التعليم مصدر للعلامة ( سواء كانت 10/10 أم صفرا مصفرا لا شريك له ) ..
أحببت فقط ان أهيأ لحضراتكم , مفهوما لغويا يكسو موضوعي " التعليم "
لكن, يبدو لي أنني لم افلح في ذلك <<
لذلك , فسأترك اللغة جانبا , و أكمل السرد
..
أنا درست في المدرسة العمومية , وهناك حفظت أول نشيد مدرسي
مدرستي الحلوة , مدرستي الحلوة
مدرستي الجنة فيها اتربينا
قولوا معايا ياللي تحبونا
تحيا مدرستي أمي الحنونة
هكذا , كان المدرس يربي فينا محبة المدرسة منذ نعومة أظافرنا المتسخة
وكنا , نهلل و نغني المقطوعة , عند كل دخول مدرسي و في كل خروج ,
و لدرجة تعلقنا بتلك السمفونية المدرسية , أنبأتني والدتي يوما , أنني كنت أرددها في نومي وأنا أصرخ بما أتيت من حبال صوتية رنانة
و تتوالى الأيام , و مدرستنا الجميلة ما زالت مستقررة في مكانها , لا تعريها رياح الخريف ولا أمطار الشتاء الغزيرة
لكن مدرسنا قد تغير شكله , وملأت التجاعيد وجهه الطويل غير أنه لم يستكن, ولم تهرم فيه تلك العزيمة على تربية الأجيال و تعليمهم , وكذا تحفيظهم نشيد " مدرستي الحلوة "
إن حب مدرستنا ما زال يسري في شراييننا
..
مضى ذلك الزمان , وولى عهدهـ ,
وأتت أجيال جديدة , لا تحب المدرسة و تكرهها كرها شديدآ , ولم تحفظ قط نشيد " مدرستي الحلوة "
لأن في المدرسة مدرسيين لا يحملون إسمهم هذا إلا في مقررات التوظيف,
فضاعت الأمانة , و هوت المدرسة بعد أن كانت صامدة لقرون من الزمن ,
و أصبح نشيد " مدرستي الحلوة " , تحفة تاريخية ومستحاتة من المستحاتات التعليمية ..
..
هاهو ذا المدرس الشاب الأنيق , يدخل باب المدرسة بخطوات متقاربة , وعلى شعرهـ " جل " التثبيت
وهاهوذا التلميذ , يتبعه بالدخول , يتفوهـ وعيناه يملأهما "العمش" ..
يرتدي حذائين مختلفين وآحد له , والآخر لأخته ,
يبتديء الدرس , يكتب المدرس التاريخ على السبورة , ويتضح أنه لا يدري كم مر من يوم في الشهر , هل نحن 16 أم 18 ؟؟
لا يسأل التلاميذ أبدا , لأنه يعلم جيدا أنهم لا يعقلون شيئا , وأنهم لم يحفظوا في يوم " مدرستي الحلوة "
يترك السبورة بدون تاريخ , و يطلب من التلاميذ أن يفتحوا كراساتهم و أن يقرؤوا في صمت
بينما يخرج للقاء أستاذ/ة زميله من نفس المدرسة , فيكملون حديث المقهى ليلة أمس ..
ليصبح الصف ساحة حرب بالأوراق , تبادل للكمات و سرقة للأدوات .. إلى أن تنتهي الحصة ..
..
في الوضع المغاير , يجيء التلميذ إلى المدرسة متأخرآ وقد نسي جل أدواته المدرسية
والمدرس قد ملأ السبورة طباشيرا مختلف الألوان ,
رؤوس التلاميذ لا تتحرك أبدا كأنها جلاميد , مما يوضح انهم لم يفهموا شيئا البتة عند كل سؤال
وعندما يبتدأ التدوين , ترى الكثيرين من التلاميذ يطلبون أقلاما من بعضهم البعض ..
حتى ينتهي بهم المطاف , لطلبها من مدرسهم ,
" أستاذ , هل عندك قلم إضافي ؟ " — " نعم , تعال وخذهـ "
تمر الأيام على نفس الحال , حتى تنتهي أقلام المدرس أيضا ,
" أيها التلاميذ , من لديه قلما أحمرا لأصحح به دفاتركم ؟ " — " لا احد يا أستاذ "
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار
تعليقات الزوار ( 1 )
فيها تعلمنا فيها تربينا وليس فيها تربينا فيها تربينا