وأد رجل / قصة قصيرة…بقلم الاستاذ عبد المجيد طعام
بقلم عبد المجيد طعام -جريدة البديل السياسي
وأد رجل / قصة قصيرة
استلقى على رمال الشاطئ الذهبية ، يعد أمواج البحر
المتلاحقة يسألها أحيانا عن أسرارها وأحيانا أخرى عن أخبار من أجبرهم الوطن على الرحيل ، بينما انهمكت زوجته في حفر حفرة تريدها عميقة طويلة لا يتعدى عرضها شبر واحد…
في بادئ الأمر ظن أن الرمال أحيت في زوجته شغب أحلام الطفولة ،ربما أرادت أن تبني قصرا ، أو تريد أن تحفر خندقا استعدادا لممارسة لعبة المعارك التي حذقتها منذ أن تزوجا ..
كان يراقبها بطرف العين ، ويسبح بالطرف الآخر على سطح الأمواج …. كان يجازف أحيانا فينظر إلى جسد بالبيكيني استلقى على رمال دافئة ،ثم ينقل عينيه ليراقب جسدا آخر خرج من البحر وقد التصق حجاب فضفاض على تضاريسه ، ليرسم لوحة لامرأة يشتهيها ..لكن سرعان ما تستعيده زوجته ، تجبره على الانشغال بالتفكير في ما يجول بذهنها.
بعد أن أصبحت الحفرة جاهزة قال لزوجته :” لتكون معركتنا متكافئة عليك الآن أن تحفري خندقا لي ، من الأفضل أن يكون مواجها لخندقك يا حبيبتي !!!” نظرت إليه بكثير من المكر وردت :” يا حبيبي في هذه اللعبة لن نحتاج إلا لحفرة واحدة!! ” سألها بتوجس : ” وما اسم هذه اللعبة التي سنحتاج فيها إلى حفرة واحدة ؟ حفرة لها نفس طولي وعرضها لا يتجاوز الشبر الواحد !! ”
اقتربت منه بلطف وقالت له :” لا تخف يا حبيبي .. سنلعب لعبة الوأد التي كان يمارسها أجدادك الذكور على الإناث !! ” أحس بشيء من الارتياح وقال لها :” لكن ياحبيبتي لا أريد وأدك !!!! لقد مضى عهد وأد الإناث !!!”
قهقهت ثم ردت عليه :” أنا أعرف يا حبيبي أنك متنور وحداثي المظهر ، لن تفكر في وأدي بطريقة أجدادك ، ولكنك ابتكرت أشكالا حداثية للوأد !!!! نحن الٱن سنلعب فقط ، لتكون لعبتنا ممتعة سنعكس الآية .. سأضعك في الحفرة و أغلق عليك .. وحينما أخرجك من القبر ، عفوا من الحفرة عليك أن تنقل لي كل احساساتك ، إن أخرجتك في الوقت المناسب ونجوت من الوأد ؟ ”
بعد تردد .. انتصر عبد السميع على هواجسه ومخاوفه ، دخل الحفرة ، ألقت عليه الرمال ، أحس بها ثقيلة على جسده ، كانت حبيباتها الدقيقة تتسرب إلى داخل أذنيه وفتحتي أنفه وفمه … فجأة غمره صمت غريب …. انقطعت صلته بالعالم الخارجي
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار