فؤاد جوهر – جريدة البديل السياسي
بدأ موسم جني الزيتون بمناطق الشمال الشرقي في أجواء باردة ومصحوبة بتساقطات مطرية، أسعدت الكثير من المزارعين ببداية موسم فلاحي جيد، وهم ينتظرون بفارغ الصبر، منتوج زيت الزيتون “زيت الحور”، حسب لسان ساكنة المنطقة.
ويشهد الإنتاج السنوي بإقليم الناظور، وبعموم مناطق الشمال الشرقي للبلاد، تفاوتا نسبيا، وعدم استقرار في الإنتاج الذي يتذبذب مردوده كل سنة، بفعل العوامل الطبيعية المرتبطة أساسا بالمناخ وضعف التساقطات المطرية.
جريدة “البديل السياسي”، إلتقت فلاحين بسهل “بوعرك”، وهو واحد من أكبر السهول بالمنطقة، حيث صرح لنا “حفيظ لزعر”، وهو فلاح أشقر اللون، ويمتلك ضيعة فلاحية شاسعة من الشجرة المباركة، أن ثمن اللتر الواحد من زيت الزيتون الصافية، يتراوح ما بين 50 و 60 درهم، فيما يصل ثمن الزيتون الموجه الى المطاحن التي تعرف انتشارا واسعا، ما بين اربعة دراهم ونصف الى 7 دراهم للكيلوغرام.
وأضاف ذات الفلاح، والمالك لهكتارات من هذه الشجرة المباركة التي تعيش طويلا، أن شح الأمطار وقلتها خلال السنوات القليلة الماضية، اثرت بشكل ملحوظ على أشجار الزيتون، ولم تعد تجود كما في السابق.
وأكد المصرح، ان المناطق الشرقية عموما يغلب عليها طابع الجفاف، وتتميز بشح التساقطات، وهو الأمر الذي يؤثر على المنتوج، خصوصا وأن العديد من الفلاحين يعتمدون على التساقطات المطرية لسقي أشجار الزيتون.
ويمثل موسم جني الزيتون بهدف توجيه الثمار الى معاصر الزيتون التقليدية، أو العصرية، محطة سنوية مهمة، حيث يتنفس الصعداء لتحقيق مداخيل للفلاحين البسطاء، هم في أمس الحاجة إليها، من خلال المردودية المنتظرة من عملية الطحن للزيتون.
وفي هذا الصدد قال “لزعر”، أن أشجار الزيتون والإعتناء بها، لها أهمية بالغة بالمناطق الشرقية، ولا يزال يحتفظ موسم جنيه بالكثير من مظاهر الإنتعاش، والرواج الإقتصادي، إذ يوجه الفلاح الغلة وما تجود عليه أرضه من الزيتون وزيوتها الذهبية إلى الأسواق لكسب بعض الأرباح.
وتنتعش سوق اليد العاملة في موسم جني الزيتون بالإقليم الذي يعاني من ويلات البطالة، ازدادت حدتها مع تجفيف منابع التهريب المعيشي، حيث يتم الإعتماد على عمال، أو عاملات، لهن من التجربة ما يمكهن من فصل حبات الزيتون عن أوراق الشجر، وجمعها في الصناديق، وهي مهمة لا تخلو من المشقة، تستهلها اليد العاملة بالإستيقاظ مبكرا، والتنقل الى الحقول للعمل لساعات من الشقاء والتعب تدوم مدة زمنية طويلة.
وتمثل شجرة الزيتون التي ورد اسمها في القرآن الكريم والممتدة لمساحات واسعة في مناطق الشمال الشرقي، “البركة” التي تزال أحد مصادر الرزق للفلاحين البسطاء، والأسر الفلاحية بإقليم الناظور، والتي تنفس عنهم، ولو موسميا، حيث تنتعش جيوبهم التي جفت مواردها في السنين الأخيرة.
تعليقات
0