كتاب وآراء

من أوراق مهملة فوق الرفوف… مــــن ســره زمـــن ســـاءته أزمـــان..بقلم ذ.محمادي راسي

بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي 

من أوراق مهملة فوق الرفوف

“”””””””””””””””””””””

مــــن ســره زمـــن ســـاءته أزمـــان

======================

النمارد المرداء الأشاعبة المتعجرفون بما يجمعون من غنيمة باردة ، من هنا وهناك وهنالك، ومن أمكنة مختلفة ، وفي أزمنة محددة بطريقة سرية ….، يخالون بل؛ ينصبون أنفسهم أبطال الحومة ،ويريدون أن يطبقوا هذه المنظومة الارتجالية الزجلية بين الفصحى والعامية غير الموزونة ، وهي من وحي هذه الحومة ؛

معطشة وبصلة وقرعة /// فيها سدس لفقيه القرية

زيت وخبزة وثومة /// فيها عشر لنيرون الحومة

تنفيحة وقرقوبة وشيشة /// فيها ثمن لنمرود الروضة

حريرة وزلابية وشطيرة /// فيها ربع لحامي الجلسة

وشاي وقهوة ومشروبة /// فيها خمس لراعي القضية

وللعزاف والقلاع والتنبالة /// لهم جميعا الكل في الحديقة

وما جمع يدس في صرة //// فيه ثلث لرئيس الجبوة

يخرج في أيام المحنة /// لتناول الخمرة والبيرة

بين بض وبم في جوقة /// إلى الصباح لتتم الفرحة

وجلب شهرزاد ونونجة /// إلى سعادة رئيس السهرة

هذا زجل في رهط ذوي هبط /// وقد زاد عددهم على تسعة

تــــــــــــوطئـــــــــــة

“”””””””””””””””””

“ثلاث تورث ثلاثا؛ النشاط يورث الغنى ،والكسل يورث الفقر ، والشراهة تورث المرض ” . علي بن أبي طالب

“للجحيم ثلاث بوابات الشهوة والغضب والجشع” . بها غافاد جيتا .

الطمع نزوع النفس إلى الشيء شهوة له ،والحرص عليه ، يؤدي بصاحبه إلى الغرور والتكبر ثم إلى الحضيض والذل والفشل والتسول .

هناك صفات يتصف بها الطماع كالجشع المادي ، والعشم المعنوي ،والشره المالي،وابتزاز الناس بالتحايل لأكل حقوقهم ، بدون عمل وكد ،هذه الصفات وغيرها المشينة تخرب المجتمع ، والتخريب يؤدي إلى التأخر والفقر وعدم الإنتاج ، وفقدان العمل يفتح المجال للبطالة والعطالة .

ا ـــ ـ أيام الجبوة والأتاوى الخاصة التي كانت تجمع في أوعية بلاستيكية سوداء ، أيام الغفلة والسيبة ، و من كثرة الجمع ، وعدم القناعة مثل تانتالوس ، وقعت عمليات حسابية تتجلى في عملية الطرح ، وما هو مطروح يوجه إلى نشاط خاص ؛ كالجريالة والرقص والطبل ،في طنخ من الليل ،وخبز طميل ، للقضاء على الطليح، وما لذ وطاب من الأكل ، يحسبونه حلالا ،ويخالونه بلالا ، ويبحثون عن اللذة والذات والمحرمات ، يتمسكون بالشماريج ، ولا يفكرون في يوم الرجاف والفصل ، فإذا ملكت فاسجح .

ب ــــ اليوم يتحسرون ؛ يشتاقون إلى تلك الأياويم المغدقات، والليالي الكريمات بالكرميات ، من زرجون وصبوح وغبوق وشموس ، وكل ما هو مليء بالنفحات ، ومن جمة التشويق يرددون : ” تتطعم تطعم ” ، وقد أصابهم الخبل والهبل ، من كثرة الحنين ، بل الذل من المبالغة في الفشوش والانتفاخ والانتفاج ، وظنوا أن المنهل سريع المتح والغرف والمنح ، والأنهار والفراع دائمة الجريان ، والفروع ستدوم ما دام الخافقان والدائبان ،وسيظلون على نفس الإجرياء، من شره طعم وبيل ،وشرب الخندريس المعتق للقضاء على الغليل ، إلى أن أصابهم الوبال والويل ،والنئضل والضئبل، لغياب الأعذبين ، والأخاضر الثلاثة، و الجبوة العميمة ، والغنيمة الباردة ، والعطية الهنيئة ، والحبوة المريئة ، والمضغة اللذيذة ، ثم زادتهم قلة الموارد المعهودة ، وندرة الفراطة ،وأفول الوجوه المألوفة التي أخناها الإسراف والإنفاق والكرم والجود والمن والإغداق ، بدون جدوى ، وتذهب حبوتها سدى ، وهباء منثورا ، فاشتد غضبها ،ووحرت سورة حنقها، ووغر صدرها ، واغتاظ حيزومها ، وضاقت ذرعا الذي أبطرها ،وفار فائرها ،وفافت بقرع ظفر إبهامها على ظفر سبابتها ، من هول الابتزاز والاستفزاز ،ومنذ ذلك الحين ؛ ما ذاقوا فوفا، وما أغنوا فوفا ، من جراء الإفراط في الطمع والجشع ،والطلب والسؤال ،والتردد ليل نهار، وفي كل مكان ، “ومن أكثر التسآل يوما سيحرم “،كما قال الشاعر الجاهلي الحكيم الحليم زهير بن أبي سلمى ، الذي عاش قبل الإسلام ، ونحن في هذا العصر ما زلنا غافلين جاهلين ،بقلوب غير خاشعة ،وعقول غير واعية ،بدون غيرة ويقظة ، صم /بكم / عمي/ عمهون /عمّه /وعمه بتسكين الميم ، لصد ما يجري من كل سلوك سلبي ،وهذا ما تريده وتتعمده جهات تسير ضد النهج الصحيح والسبيل القويم ، لذا تفشت الأمراض الاجتماعية بأنواعها ؛النفسية والعقلية والجسدية والمادية والمعنوية ، وتفاقمت السيبة ، ونما الشر، ونضب الخير ، وقل الشبر ، وانتشر الجهل ، إلى أن استشرت الفوضى، واضمحل النظام والانضباط ،وأصاب المدينة العشزان ، ونخرها العجزان ، وهيمن عليها الهذيان ، وهي ديمومة ومداومة ؛ في ضلال وتيهان وهيمان ،أثناء العمل والجولان ، فصار الجاهل هو العارف المشارك المثقف العالم المحدث الفقيه ، والأحمق هو العاقل الحاذق الصنديد، والعاقل الواعي هو الرعديد، لكل ما ذكر وما لم يذكر ، كثر النفيحون والنفاجون في هذه المدينة الضيعة ، وقد أضاعوها شكلا ومضمونا ،وصيغة وصياغة ،وقالبا ومعنى ومبنى ومغزى ، وماديا ومعنويا ….إلى أن تموت وستموت ضياعا وضيعا ، والأعور هو الرئيس والسيد والقائد في ضيعة العميان، والمهيمن عليها مدى الأزمان ، يتصرف بلا قانون ولا ميزان ،لأن المحكومين عميان ، يعيشون بين “القرقوبي “والشيشة و”الكوكيين والمارخوان “،وهم دائما في طبل ورقص وفحش وفسق وتفشيط وطغيان وهذيان ، واختم بما بدأت :”من سره زمن ساءته أزمان “،كما قال الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي في رثاء الفردوس المفقود؛ بلاد الأندلس ، بسبب الانقسام والانغماس في الملذات، والإقبال على الشهوات ،واللهو واللعب والطرب ،وكما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم العظيم :

عبد العزيز لقد ذكرتنا أمما /

كانت جوارك في لهو وفي طرب

ذكرتنا يوم ضاعت أرض أندلس /

الحرب في الباب والسلطان في لعب

فاحذر على التخت لا يسري الخراب له/

فتخت /سلطانة / أعدى من الجرب

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار