مصطفى الوردي: ابن زايو البار الجمعوي والإعلامي.
بقلم الأستاذ جمال الغازي -جريدة البديل السياسي
مصطفى الوردي: ابن زايو البار الجمعوي والإعلامي.
يُعتبر مصطفى الوردي من أبرز الشخصيات الجمعوية والإعلامية في مدينة زايو، والتي ساهمت بجهودها في تطوير المشهد الثقافي والاجتماعي والإعلامي للمنطقة.
وُلد الوردي في مدينة زايو، وواصل مسيرته التعليمية حتى حصل على الإجازة في الأدب العربي عام 1999، ليبدأ بعدها رحلة مميزة في العمل التطوعي والاجتماعي.
. في عام 2001، كان الوردي أحد مؤسسي جمعية “الشعلة للتكافل الاجتماعي”، وهي جمعية حققت العديد من الإنجازات البارزة، منها تزويد 10 مؤسسات تعليمية في مدينة زايو بالحواسيب لتعليم التلاميذ مهارات الرقمنة.
كما نظمت الجمعية مجموعة من الأنشطة الهادفة، مثل تكوين النساء في مجال الإعلاميات، وتعليمهن الخياطة، ومحو الأمية بالمجان، خاصة في المناطق القروية، مما ساهم في تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
. لم تتوقف مساهمات مصطفى الوردي عند حدود العمل الجمعوي، بل امتدت إلى المجال الثقافي، حيث شغل منصب مدير مهرجان زايو عام 2007، الذي حقق نجاحا كبيرا وأصبح حدثا ثقافيا بارزا في المنطقة.
وفي عام 2011، قام الوردي بتأسيس أول موقع إخباري محلي في زايو يحمل اسم موقع”زايو سيتي”، والذي لعب دورا مهما في تسليط الضوء على قضايا المنطقة وأخبار مغاربة العالم. بصفته صحفيا محنكا ذو حس إنساني عال، استطاع الوردي من خلال “زايو سيتي” أن يقدم خدمات إعلامية رفيعة المستوى، حيث حرص على متابعة قضايا المنطقة بعمق واهتمام، مسلطا الضوء على المشاكل التي تواجه أبناء زايو ومغاربة العالم وعلى بعض شرفاء إقليم الناظور بصفة عامة ، و كذلك مقدما منصة للتواصل والتفاعل.
. توسعت تجربة الوردي الإعلامية عندما سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012 ضمن برنامج تبادل الثقافات بين المغرب وأمريكا، تحت إشراف السفارة الأمريكية، حيث استفاد من التجربة واكتسب آفاقا جديدة في مجال الإعلام والتواصل.
في عام 2017، تولى مصطفى الوردي رئاسة جمعية “أبناء زايو عبر العالم”، التي نظمت الملتقى الأول والثاني لمغاربة العالم، وساهمت في ربط جسور التواصل بين أبناء الجالية المغربية في الخارج ووطنهم الأم.
كما قامت الجمعية بتوقيع اتفاقية شراكة مع وكالة التعاون الدولي الألماني، مما أتاح فرصة لتنمية المشاريع المحلية وتبادل الخبرات. لم يكن مصطفى الوردي فقط فاعلا جمعويا وإعلاميا، بل كان أيضا منسقا لمجموعة “الخير بزايو” التي انطلقت من بوابة الواتساب، وهي مجموعة من الجمعيات المحلية التي أنجزت مبادرة “لنجعلها خضراء”، التي لاقت تجاوبا واسعا وحققت نجاحا كبيرا في تعزيز الوعي البيئي بين السكان.
ما يُميز مصطفى الوردي هو إخلاصه لمدينته وأبنائها، حيث عُرف بكونه شخصا خدوما لا ينتظر مقابلا، يعمل بتأنٍ وثبات، ويحرص دائما على تقديم خدماته للجميع. وقد بقي موقع “زايو سيتي” مفتوحا لخدمة مغاربة العالم، وتناول مشاكلهم وأخبارهم.
على المستوى الشخصي، لم اكن اعرف مصطفى الوردي إلا من خلال العالم الافتراضي حيث جمعنا القدر وهموم مشتركة على صفحات هذا الفضاء الأزرق. من خلال التفاعل والتواصل، اكتشفت تجانس الأرواح بيننا، ليصبح لقاءنا بداية لصداقة مبنية على الاحترام والصدق ، إنه فعلا الصحفي الشريف وصاحب القلب النقي. صديقنا الوردي كان يتابع تدويناتي منذ عام 2014 بصمت حتى جاءت المفاجأة حين أرسل لي دعوة للتكريم. كان ذلك التكريم حدثا مميزا، حضره عدد كبير من أبناء زايو، وقد مثّلي والدي حفظه الله في هذا الحفل معية صديقي حسن الصبابي، وهو ما يُبرز روح التقدير والاحترام التي يكنها مصطفى الوردي لشخصيات منطقته.
وكان ذلك هو التكريم الوحيد الذي قبلته في الناظور. يظل مصطفى الوردي نموذجا مشرفا للشخصية الجمعوية والإعلامية التي تعمل بصمت من أجل خدمة المجتمع. بفضل حسه الإنساني العالي واحترافيته كصحفي، استطاع أن يترك بصمة لا تُمحى في تاريخ زايو وأبنائها، جامعا بين الجدية والنقاء في كل ما يقدمه.
إن مسيرته الحافلة بالعطاء تظل مثالا يحتذى به، ويستحق كل التقدير على جهوده التي لا تقدر بثمن. لذلك نحبه ونقدره.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار