جريدة البديل السياسي -رشيد اخراز جرادة
بينما تعيش مدن مثل الدار البيضاء، طنجة، مراكش وأكادير على وقع المشاريع التنموية الكبرى استعدادًا لاحتضان مباريات كأس العالم 2030، تجد مدن أخرى نفسها خارج حسابات التنمية، تُكدّس فيها الأزمات كما يُكدّس فيها المختلون عقليًا الذين أصبحوا خطرًا يوميًا يُهدد المواطنين في الشوارع.
نعم، الملايين تُضخ اليوم في ملاعب عملاقة، طرق جديدة، مطارات محدثة، وفنادق فاخرة. الصورة جميلة في المدن “المونديالية”، حيث كل شيء يتحرك، وكل شيء يتغير، فقط لأن العالم سيُسلط أنظاره علينا بعد سنوات قليلة.
لكن، ماذا عن الجهات التي لم تُدرج ضمن خارطة المونديال؟ ماذا عن مدن أصبحت فقط «فائضًا» يُرحّل إليها المختلون عقليًا دون علاج، ودون أدنى مراعاة لكرامة الساكنة وسلامتهم؟ مواطنون يخرجون كل صباح وهم يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفًا من اعتداء مفاجئ من شخص مريض تُرك يهيم في الشوارع بلا رعاية.
الفرق صار صارخًا: مدن تصعد إلى العالمية، وأخرى تهبط إلى قاع الإهمال والتهميش.
المنتخب الوطني يُحسّن تصنيفه، والمختلون العقليون يُحكمون سيطرتهم على الأزقة.
مفارقة غريبة !
تعليقات
0