عبد الغني بن الشيخ – جريدة البديل السياسي.
تحولت لحظات استجمام عادية إلى فاجعة حزينة مساء السبت، 1 نوفمبر 2025، حين قرر مجموعة من طلبة المعهد البحري بالعرائش قضاء مساء هادئ بشاطئ الصخرة، المعروف بين السكان بخطورته وتياراته الغادرة. لم يكن أحد منهم يتوقع أن مياه البحر، التي اعتادوا دراستها نظريًا، ستغدر بهم عمليًا في مشهد مأساوي هز القلوب.
بين ضحك الشباب وحديثهم عن مستقبلهم، باغتتهم موجة قوية سحبتهم نحو العمق، فاختلطت صرخات النجدة بصوت البحر، وارتبك الحاضرون في محاولات إنقاذ يائسة وسط تيارات متلاطمة.
بعض الطلبة تمكنوا من النجاة بأعجوبة، فيما غاب آخرون في المجهول، تاركين وراءهم حسرة عميقة وأحلامًا انقطعت فجأة.
المدينة عاشت ليلة ثقيلة، خيم عليها الحزن والذهول. الأهالي توافدوا إلى الشاطئ، والعائلات ظلت تنتظر خبراً يبدد الصمت الموجع. البحر ظل يهدر كأنه يحتج، بينما رجال الإنقاذ يواصلون بحثهم في سباق مع الزمن، علّهم يعيدون الأمل لمن ينتظر على الشاطئ.
المأساة أعادت إلى الواجهة سؤال الوعي بخطورة بعض الشواطئ الصخرية التي تبتلع أرواحًا كل عام، رغم التحذيرات المتكررة.
فبين تهور الشباب وضعف المراقبة، يظل البحر في العرائش يذكّر الجميع أن جماله لا يخلو من غدر، وأن لحظة استجمام قد تتحول إلى وداع أبدي.


تعليقات
0