كلمة شكر لا تكفي في حق إطارنا الإداري والتربوي الكفء والمتمرس والحكيم وأستاذنا القدوة سيدي خليد الكشاطي، مهندس

جريدة البديل السياسي
كلمة شكر لا تكفي في حق إطارنا الإداري والتربوي الكفء والمتمرس والحكيم وأستاذنا القدوة سيدي خليد الكشاطي، مهندس تنظيم حفل توقيع مجموعتي القصصية المتواضعة “عِبْرَةٌ وعَبْرَةٌ”، إلى جانب المبدعين الهرمين سيدي محمد مهداوي وسيدي محمد العتروس، فتحيات محبة وتقدير واحترام وشكر بلا ضفاف وبدون آفاق لهرمنا الشامخ في قطاع التربية والتعليم وفي التنشيط الثقافي سيدي خليد الذي أشرف على عملية تنسيق وتسيير فقرات هذا اللقاء الثقافي الكبير ببراعة عالية، وقد افتتحه بكلمة قَيِّمَة في حقي هذا نصها:
الجمعة 21 فبراير 2025
فضاء الشرق بركان
مرة أخرى، يجمعنا السي محمد العتروس مشكورا بفضاء الشرق في أمسية احتفالية أدبية بمناسبة تكريم وتوقيع المجموعة القصصية “عِبْرَةٌ وعَبْرَةٌ” للكاتب والصحفي القدير، ضيفنا وضيف لبراكنة الكبير، الأستاذ عبدالقادر بوراص.
حقيقة، لن أحتاج لكثير الكلام من أجل تقديم ضيف الفضاء هذا المساء، الرجل، كل الجهة الشرقية تعرفه، تحبه وتحترمه، لدماثة أخلاقه، لطيبوبته، لصفاء سريرته، لعظيم أفضاله وجميل صنائعه، ولحرصه على فعل الخير دون انتظار المقابل لا المادي ولا المعنوي…
السي عبدالقادر بوراص، أستاذي وأستاذ أجيال قبلي وآخرين كثر أتوا بعدي… بدأ مشواره المهني كأستاذ للغة العربية سنة 1975 من هنا من بركان التي تحتفل به اليوم… قبل أن يحط الرحال هناك بمدينتي الصغيرة في بداية الثمانينات بالكوليج الذي ورثناه عن فرنسا والممتد على الربوة المطلة على وادي زا… قادما من تارجيست بعد أن هزمته قساوة جبال الريف الشامخة هناك…
هناك بتاوريرت حيث طال وطاب به المقام لثلاثين سنة كاملة… أحبها وأهلها ونسج فيها الكثير من العلاقات والصداقات والشراكات… خدم ساكنتها، عَرَّفَ بمشاكلها ومعاناتها… كتب عن تاريخها، عن تراثها وموروثها المادي واللامادي… دافع عنها بشراسة وبحماس منقطع النظير وكأنه واحد من سكانها الأصليين…
وفوق هذا وذاك، كان صوتها في الإعلام الجهوي والوطني ذاك الزمن الذي لم يكن يسمع لنا نحن أبناء الهامش أي صوت، ولم يكن يعرفنا لا القريب ولا البعيد… بفضل هذا الرجل، ثبت لهذه المدينة اسم في الإعلام… وصارت حروف بلدتنا تجاور أسماء المدن التي اعتدنا عليها في الصحافة المكتوبة وطنيا وجهويا… أخرج الرجل المدينة من التهميش الإعلامي المفروض وقتها… وكانت لكتاباته الصحفية الرصينة والموضوعية الفضل في تنزيل العديد من المشاريع الاجتماعية والثقافية بها…
الحضور الكريم:
لكل ما سبق ذكره ولأشياء أخرى جميلة لا يسعف الوقت لذكرها… وجدت نفسي اليوم مجبرا للحضور، ليس كمنسق للقاء فحسب، بل كشاهد على فترة من فترات التاريخ المنير للسي عبد القادر بمدينتي الصغيرة هناك… ولأغتنم الفرصة اليوم لأقدم له جزيل الشكر وجميل العرفان باسم كل أهل بلدتي هنا هناك وهنالك… داخل الوطن وخارجه… شكرا سيدي بعدد السنوات والشهور والأيام التي قضيتها بين ظهرانينا…
الحضور الكريم… لتسمحوا لي بعد المقدمة الطللية هذه، أن أعود بكم لمقتطف يسير من السيرة الذاتية الطويلة والغنية للمحتفى به…
الأستاذ عبد القادر بوراص، الضيف الكبير لفضاء الشرق، أستاذ اللغة العربية المتقاعد منذ ما يقرب العشر سنوات… هو واحد من الوجوه الإعلامية والصحفية البارزة جهويا ووطنيا… انخرط في ممارسة العمل الصحفي في بداية سبعينيات القرن الماضي كمراسل لجريدة البيان، لسان حزب علي يعتة رحمه الله، قبل أن يشق طريقه في مهنة المتاعب كصحفي متمرس بالعديد من الجرائد العربية والوطنية والجهوية… التجربة التي أهلته لينال عضوية الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية والاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية، وكذا عضوية المجلس الوطني للرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية…
سنة 2021 ووسط دهشة وحزن كل معارفه ومحبيه، يغادر السي عبدالقادر سفينة الميدان الإعلامي ليتفرغ للسفر والتجوال بربوع المغرب الشاسعة، وللقراءة والكتابة، والتي ستثمر مجموعة من الإبداعات الراقية كما الكتابات الصحفية الراقية التي عودنا عليها…
وهكذا أصدر المجموعة القصصية الأولى “مضارب الشقاء”، ثم الديوان الزجلي “بْرِيَّةْ المَجْذُوبْ” فكتاب جماعي إلكتروني يتمحور حول كتابة القصة القصيرة بعنوانين “صمت الصوت” و” وجوه في الزحام”. وأخيرا المجموعة القصصية الثانية “عِبْرَةٌ وعَبْرَةٌ”، والتي نحن بصدد الاحتفال بها اليوم… في انتظار، كما أَسَرَّ لي هو بنفسه، قدوم مولود جديد آخر بعنوان “الوجه الخفي لمهنة المتاعب”، يسترجع فيه الكثير من المحطات في مساره الإعلامي باعتباره أحد قيدومي الصحافة والإعلام بالجهة.
حظي الكاتب والصحفي السي عبدالقادر بوراص بالتكريم في أكثر من مناسبة من هيئات سياسية ونقابية وجمعوية ونوادي ثقافية وفنية ورياضية، وحصل على الوسام الملكي من الدرجة الأولى نظير الخدمات الجليلة التي قدمها للوطن.
السي عبد القادر صاحب العبارة الشهيرة على حائط الفيسبوك ” إيا رووووووووول” وب 23 حرف واو… يعشق رقصتي العلاوي والركادة، تسكره أطباق الطاجين المغربي الأصيل بكل صنوفه، يهيم حبا بشاطئ السعيدية الذي لا يبرحه لا صيفا ولا شتاء… ويشجع النهضة بحماس الأورونج بويز ولا يتوانى بالدعاء لها كلما توقف بضريح الولي الصالح الذي يحمي لبراكنة… بأن يكون الموسم هذا، موسم حصاد البطولة الأولى في تاريخها…
السي عبد القادر، وبالرغم من كل ما بلغه من الشهرة والألقاب والمسيرة الحافلة بهذا الزخم من الإنجازات، هو إنسان متواضع جدا، خدوم جدا، وصاحب نكتة محترمة جدا… هو واحد من أبناء الشعب البسطاء… يأكل الخبز البلدي الخارج للتو من الفرن التقليدي وتحت شجرة التين الشتوي بقرية تغجيرت، ويمشي بين الفينة والأخرى في أسواق الجهة ليطمئننا بأن المنتوج وفير هذا العام، وليخبرنا كذلك بأن الأسعار مازالت محافظة على مستواها… قبل أن تتأهب لمعانقة السحاب على بعد أيام قلائل من الشهر الفضيل…
رمضان مبارك عليكم الحضور الكريم، وكل عام ومن تحبون بخير… مرحبا بكم مرة أخرى معنا… هنا بفضاء الشرق البهي، لصاحبه أبو بهاء البهي، صديقي وأخي السي محمد العتروس…
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار