جريدة البديل السياسي -بقلم : حليمة صومعي
في الآونة الأخيرة، تصاعدت على مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات حول من هي الأكثر حملًا لهموم ساكنة جهة بني ملال خنيفرة بين النساء المنتخبات. يبدو هذا النقاش في ظاهره اهتمامًا بالشأن العام، لكنه في العمق يعكس انزلاقًا نحو شخصنة العمل السياسي وتحويله إلى ساحة للمقارنات العقيمة.
طرح مثل هذه الأسئلة لا يخدم المواطن ولا التنمية، بل يغذي الانقسام ويزرع الفتنة في وقت تحتاج فيه الجهة إلى تلاحم كل الطاقات والجهود.
فكل منتخبَة تمثل صوت فئة من المواطنات والمواطنين، ولكل واحدة اجتهادها ومسارها وطريقتها في الدفاع عن قضايا المنطقة، ولا يمكن اختزال الأداء السياسي في ميزان شعبيات أو مقارنات سطحية.
من المؤسف أن يتحول النقاش العمومي إلى حلبة تقييمات تعتمد على العواطف والانتماءات، بدل التركيز على النتائج والبرامج والاقتراحات الملموسة التي تنفع الساكنة. فنساء جهة بني ملال خنيفرة لا يحتجن إلى مقارنات بينهن، بل إلى تآزر وتكامل في مواجهة الملفات الكبرى: الصحة، التعليم، التشغيل، والبنية التحتية.
احترام العمل السياسي يعني احترام كل من اختارت أن تخدم من موقعها، سواء في الأغلبية أو المعارضة. فالمسؤولة الحقيقية هي من تعمل بصمت من أجل المصلحة العامة، وليس من تدخل سباق المقارنات لترضية جمهور عابر على مواقع التواصل.
إن من يزرع الفرقة بين المنتخبات لا يخدم إلا الفوضى، ومن يشعل المقارنات لا يسعى إلى الإصلاح بل إلى الاصطياد في الماء العكر. فلنُخرج السياسة من عالم “المفاضلات” ونُعدها إلى جوهرها الحقيقي: خدمة الوطن والمواطن.
تعليقات
0