جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

عن مذكرات موظف جماعي بين اعالي جبال الريف…بقلم محمد الكبداني

583324200_1316470723564533_8198858880224387328_n

جريدة البديل السياسي – بقلم محمد الكبداني 

عن مذكرات موظف جماعي بين اعالي جبال الريف.

كم فرحت وانا اطوف باحد شوارع الناظور بعد زيارة خاطفة لوالدتي, متجها الى محطة طاسي تمسمان حيث الطريق الساحلي ينتظرني في رحلة الشتاء والصيف انا فيها موظفا جماعيا وشاعرا في نفس الوقت’وشريط ذكريات الماضي ترافقني كظلي’اذ بصديق قديم كان طالبا معي بوجدة بداية التسعينيات حاصل على الاجازة,

يمتهن مهنة حرة ’وهو القادم من دوار ثاونكات حيث درست ايضا لثلاثة سنوات في مدرسة المرس حيث تخرج منها’ متذكرا تلك الذكريات ,عانقني بحرارة وهو يسال عني وعن اخبار بعض زملائنا ورفاقنا بين احضان جامعة محمد الاول بوجدة انه اسي احمد’ كان الوقت يداهمني وهو مشغول ايضا بتجارته, بعد زيارة لاسرتي الصغيرة بمدينة زايوا ,لكنه للحظات احسست بظلال الذكريات وهي ترافقني منذ ان خرجت من منزل والدي رحمه الله بمدينة الناظور,

احد جيراني مع اسرته وبناته اوقفني لينزل بسيارته ليعانقني وكانه اشتاق لتلك الذكريات التي عشناها بحارتنا باصوا الناظو,ر تغيرت ملامح مدينتي ووجهها الجميل كثيرا فقد اصبحت الحقول والبساتين كحقول النعناع ولعراصي التي كنت اعرفها الان هي عبارة عن مقرات وثانويات وعمارات من زجاج ’كل شيئ تغير ,

احبب المشي على الاقدام متنقلا بين الازقة والحارات مفظلا ان اعيش تحت ظلال الذكريات مع اجملها واتعسها التي عشناها وسط الثمانينيات ,فلا يمكن لشاعر او اديب الا يصف شعوره اثناء تنقلاته ,فلقد عشنا وتعايشنا مع اجمل الاطياف بل كنا نحظر كل عرس فني وثقافي ايمانا لنا بالدور الكبير الذي يلعبه الجانب الثقافي والفني في مدينة ,

كما قال محمود درويش في قصيدته منتصف التسعينيات بفندق الريف حين حل ضيفا على جمعية الماس الثقافية التي كان القاضي قدور رحمه الله احد اعضائها مع الاستاذ اللسني مرزوق الورياشي ,كنت رفقة الاستاذ والشاعر المسرحي عمر بومزوغ قائلا’’ مساء الخير لقرية مهملة ’’احتجاجا انذاك على غياب المساحات الخضراء بها, البحر كان هائجا في هاته الرحلة ,

يروق لي رؤية هذا الرجل الغامض الذي يتركك تسافر الى حكايات سندباد البحري كما كنا نقرئها ذات زمان في مجلدات الف ليلة وليلةمع حكايات سندباد البري في زمن الكتب الصفراء…

وصلت الى جماعة بودينار مرورا عبر اطلال معركة انوال التي بقيت في مكانها ترث لحالها واحوال اشجارها التي يبست من كثرة الجفاف ,فما بالك بحال احوال شعرائها وادبائها؟…

بقلم محمد الكبداني/المغرب.

في بودينار2025/11/16

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي