جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار.
بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، أعلنت عمالة إقليم سيدي بنور عن برنامج رسمي متنوع يهدف إلى إطلاق مشاريع تنموية جديدة وتعزيز البنية التحتية بمختلف مناطق الإقليم. وتأتي هذه الأنشطة في سياق الدينامية الجديدة التي يشهدها الإقليم تحت إشراف العامل الجديد، السيد منير الهواري، الذي تم تعيينه مؤخرًا في إطار الحركة الانتقالية لرجال السلطة التي أشرف عليها جلالة الملك محمد السادس.
برنامج الأنشطة التنموية: استهداف البنية والتعليم والفلاحة ينطلق البرنامج يوم الاثنين 28 يوليوز 2025 ويتواصل حتى الأربعاء 30 يوليوز، ويتضمن مشاريع ذات طابع اجتماعي واقتصادي، من أبرزها: مشروع زراعة الصبار لفائدة الجماعة السلالية لخطاطبة بمنطقة تامدة.
تهيئة الطرق القروية، بما يشمل: الطريق بين دوار الحجار ودوار أولاد اسماعيل السبتي مقاطع من الطريق الإقليمية 3434 الطريق الرابط بين الإقليمية 2331 ودوار مريغيدة مشروع إصلاح وتجديد البنية التعليمية: يشمل استبدال أقسام متهالكة وبناء مرافق صحية وأسوار بـ17 مؤسسة تعليمية ابتدائية. حفل التميز لتكريم التلميذات والتلاميذ المتفوقين في التعليم العمومي. تحية العلم والاستماع للخطاب الملكي بمقر عمالة الإقليم.
تندرج هذه المشاريع ضمن استراتيجية التنمية المحلية التي أكد العامل الجديد، السيد منير الهواري، عزمه على تسريعها، انسجامًا مع التوجيهات الملكية التي تدعو إلى رفع وتيرة إنجاز المشاريع والإنصات لنبض المواطنين.
وتعقد الساكنة المحلية عليه آمالًا كبيرة لتكريس مسار تنموي جديد يُسهم في تحسين ظروف العيش، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الخدمات العمومية. بلاغ العمالة للصحفيين: بين التنظيم والتقييد؟
إلى جانب الأنشطة الرسمية، أصدرت عمالة الإقليم بلاغًا تنظيميًا موجّهًا للصحفيين المحليين والوطنيين يتضمن مجموعة من التعليمات المنظمة لتغطية الأنشطة الرسمية، أبرزها: أبرز التوجيهات: ضرورة الإدلاء ببطاقة اعتماد صحفية سارية ومختومة من طرف المؤسسة الإعلامية.
منع استعمال الهواتف الذكية لتصوير الفيديو، مع السماح فقط بالكاميرات الاحترافية. إلزامية إرسال المادة الصحفية بعد كل نشاط إلى العمالة لتجميع وتقييم التغطيات الإعلامية.
إنذار صريح بالإقصاء لكل من لم يلتزم بالتعليمات في مناسبتين متتاليتين. قراءة تنظيمية وقانونية للبلاغ: التوجيهات تندرج ضمن منطق التنسيق وضبط البروتوكولات الرسمية. فطلب الاعتماد المسبق واستخدام أدوات تصوير مهنية معمول به في معظم التغطيات الرسمية داخل المملكة، ويهدف إلى الحفاظ على صورة موحدة للحدث وضمان احترام الترتيبات الأمنية والتنظيمية.
رغم النوايا التنظيمية، تثير بعض البنود إشكالات قانونية: المنع المطلق لاستخدام الهاتف قد يُعتبر تضييقًا على حرية الصحافة، خصوصًا للصحفيين الرقميين أو المستقلين الذين يعتمدون عليه كأداة أساسية.
اشتراط إرسال المادة الصحفية قد يفتح الباب لتأويله كنوع من التدخل أو المراقبة التحريرية، مما يتعارض مع حرية التعبير وحرية الصحافة المضمونة دستوريًا.
التهديد بالإقصاء قد يفتقر لسند قانوني واضح، خاصة إذا لم يكن هناك مرجع قانوني يحدد شروط المنع من التغطية.
من هنا، تُطرح ضرورة إعادة صياغة بعض البنود لضمان التوازن بين التنظيم المهني وضمان الحريات الإعلامية المكفولة دستوريًا وقانونيًا. تمثل الذكرى 26 لعيد العرش المجيد محطة وطنية متميزة للاحتفاء بما تحقق من إنجازات، وتُعد مناسبةً لتحويل الاحتفال إلى فرصة عملية لإطلاق مشاريع تنموية حقيقية تمس الواقع اليومي للمواطن.
ورغم بعض الملاحظات القانونية حول بلاغ الصحفيين، فإن الدينامية الجديدة التي يقودها العامل منير الهواري تعكس توجهًا نحو الانفتاح والتنمية المتوازنة، شريطة الحفاظ على توازن دقيق بين التنظيم الإداري واحترام الحريات الدستورية، خصوصًا حرية الإعلام.
تعليقات
0