ضيف البديل

صورتان من مجتمعنا غير المحظوظ بأبنائه.. بقلم ذ: عبد القادر طلحة

ذ: عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

صورتان من مجتمعنا غير المحظوظ بأبنائه:

====================

=1=الصورة الأولى هي أزمة “كوفيد 19″قبل سنتين ونصف من ألان. احتاج المغرب الى عشرات من الوصلات الاشهارية التحسيسية والتوعوية لدعوة “المواطنين” إلى احترام التدابير الصحية ونصائح اللجنة العلمية التي ترشدهم الى أخذ جرعات التلقيح. انه تدبير الأزمة بلغة المواطنة ولكن أين المواطن؟.

“المواطن” في نفس اللحظة استفتى أصحاب هل “يجوز ولا يجوز” ووجدنا عنده الخبر بان من يأخذ الجرعات سيموت بعد سنتين وانه سيصاب بالعقم أن عاش، ووجدنا عند ه أن هناك شفرة مدسوسة سيأخذ الأمريكان وغيرهم كل المعلومات التي يرغبون فيها عن الشخص الذي اخذ التلقيح وسيضعون هذه المعلومات رهن إشارة السلطات.

استقوى “المواطن “بحملات التنويريين التي دعت إلى احترام الحريات وحقوق الإنسان ونظمت مظاهرات تواجه الدولة في نداءاتها لانجاز “الحماية الجماعية”.

أعود أولا إلى قصر نظر هذا “المواطن” فماذا سيفهم صاحب “هل يجوز أو لا يجوز” في لغة المختبرات الطبية الدقيقة لان لا يفهم إلا في الخبث أي الغائط والفسو والضراط.

أما عن الأمريكان فلو افترضنا أنهم سيفككون شفرتك فرضا إنها موجودة ودست مع التلقيح ماذا سيجدون ؟أجيب :عقل مبنج بالشيرا خاصة عند الشباب وحزقة مستدامة، ماذا سيجدون في مخك ؟هل سيجدون اكتشافا رياضيا أو فزياييا؟ مستحيل. أو سيجدون سبا وشتما في حق النصارى واليهود عند أصحاب “يجوز أم لا يجوز”. وهذا لا يكترث له العقل ىالامريكي لأنه العقل الأمريكي يتحرك عند اختراع أو اكتشاف تجاوز قدراتهم العلمية، أما السب رالشتم فسيسعفونك بالمايكروفون ليصل نهيقك. الى ابعد مدى.

هذا واقع شبابنا وكهولنا. شباب يستعد للامتحانات الاشهادية ب”لحروز”. ماذا بقي من قول؟ وكهل يستنجد بالرقية الشرعية لمعالجة البروستات ماذا بقي من عقل؟

كيف وصلنا إلى تلك الأرقام المرتفعة في الجرعتين الأولى والثانية؟

أنهك الوباء عائلات بأكملها وأخذ من الأقارب ما أخذ وأصبح إيجاد سرير واخذ جرعة “أوكسجين” مستحيلة بعد إن لم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب المزيد من المصابين وبعد أن دخل الزجر إلى الميدان، عوامل كلها جعلت العقل المتنطع يذعن خوفا من الموت وليس شيئا أخر.

مجتمع يمكن أن نقول عنه انه يتيم رغم كثرة أبنائه، قلة قليلة بحكم ثقافتها وتربيتها تضحي كما يفعل الأطباء، والممرضون وإفراد القوات العمومية وكثرة من “الهمج والغاشي” لا تكترث لأنها فاقدة للبوصلة واعني العقل بعد أن يكون مملوءا بقيم المواطنة من خلال المدرسة.

مع الأسف أن مدرستنا لم تعد مواطنين لمساعدة الوطن على تجاوز أزماته وهذه معضلة أخرى والى الصورة الثانية وهي اخطر من “كوفيد 19”.

 

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار