(صـــيـــحــة عــــابـــرة )ـــ73 حال مدينتي…بقلم ذ.محمادي راسي
بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي
(صـــيـــحــة عــــابـــرة )ـــ73
حال مدينتي ……../؛
========================
من عجائب الدنيا التسع بعد العجائب السبع؛ أودية فاضت بالدرر والزبرجد واللؤلؤ والزمرد والمرجان …!!! .تلك القوارير التي ترمى في الأودية والأماكن الأخرى بألوانها المختلفة تبدو كالدرر واللؤلؤ …إنها صورة بوجهين متناقضين ،صورة إيجابية تعبر عن أمطار الخير كلها حركة وبركة وانتعاش وسعادة للمواطن العادي والفلاح ،وأخرى سلبية فضحت سلوكنا لأننا نلقي بالأزبال في الأودية والأنهار خفية ،عمدا ،كسلا ،جهلا ، تعنتا ….في غياب ثقافة النظافة للمحافظة على البيئة والمدينة والشوارع ،وهذا زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي الحكيم يقول :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة /// وإن خالها تخفى على الناس تعلم .
وطرفة بن العبد أيضا الشاعر الجاهلي الحكيم المظلوم يقول :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا /// ويأتيك بالأخبار من لم تزود .
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له /// بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
وفي رواية ؛”ولم تضرب له يوم موعد “…؟.
لعمرك ما الأيام إلا معارة /// فما اسطعت من معروفها فتزود
“اسطعت = “استطعت “حذف التاء للتخفيف والوزن ”
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه /// فإن القرين بالمقارن مقتد
وفي رواية “يقتدي “..؟.
هذه الفيضانات فضحت بعض المسؤولين الذي لا يراقبون ، ولا يطوفون بالمدينة ونواحيها للاطلاع على أحوالها ،وما يجري فيها من سلوكات تلحق الضرر بالبيئة والمدينة والمجتمع ،فليست الحكمة في الجلوس على الكراسي فقط ، وإنما الحكمة في تفقد حالة الجسور ،ومراقبة مسالك مياه الأودية ،ومجاري المياه وقنوات الصرف الصحي،إن البحار والمحيطات هي التي تستقبل مثل هذه الأزبال ،وتحفظنا من الطوفان ،تلكم البحار والمحيطات من خلق الله ،ومن حكمه العظيمة التي لا يفهمها الإنسان الجاهل الضعيف الجاحد ….فالأنهار هي قنوات طبيعية توصل المياه إلى البحار والمحيطات التي هي أيضا صهاريج وخزانات طبيعية عظيمة، يعجز الإنسان عن صنعها …فهذه دروس وعبرـــــ
إن الطبيعة تعلم وتهذب الإنسان الذي لا يحترمها يريد استغلالها بطرق بشعة ،ويسبح ضد التيار ـــــ لأننا قتلنا التيه والتعجرف ،والأنانية الفارغة الخاوية ،والنزق والطيش والهرف والخرف ….فعلى بعض المسؤولين وبعض المنتخبين أن يبتعدوا عن التباهي والادعاء والافتخار بالمناصب في الجماعات والبلديات وغيرها من الإدارات …عليهم أن ينزلوا إلى الواقع ؛واقع مدينتنا ،شوارعها ، أزقتها ،”حوماتها ،مداشرها ” ،حدائقها …..فوضعية المدينة تعبر عن انحطاط مستوانا الفكري والحضاري والمدني والتمدني…
وعن تفاهة ثقافتنا ؛من حيث النظافة والنشاط الرياضي والثقافي والفني والجمالي ،والمحافظة على الملك العمومي والبيئة ؛الأنهار ،الشواطئ ،الغابات ،الأشجار،الساحات ،المؤسسات ….إن تحضر مدينة ما يتوقف على مدى تواجد المراحيض بها …
لا بد من إنشاء مركز للوقاية المدنية للإغاثة فورا ،وفي ظرف وجيز، أثناء الحوادث كيفما كانت نوعها وحجمها ومصدرها ،ثم قسم للمستعجلات وغيرها من المؤسسات الضرورية الأساسية التي تحتاج إليها الساكنة ،لأجل عيش كريم ، وطمأنينة وأمن واستقرار ،وكرامة المواطن وحريته وحقوقه …ااا.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار