جريدة البديل السياسي – بقلم الأستاذ جمال الغازي
صباح النور احبتي:
على امتداد سنوات من الجلسات الرفاقية والصداقة الصادقة، انكشفت أمامي أبواب من المعرفة ما كنت لأطرقها لولا دفء الحديث وصدق الرفقة. في حضرة هؤلاء الأصدقاء، وجوه ناظورية بارزة، تنوعت ألوان الحديث بين الثقافي والحزبي، فتجلّت لي حقائق تاريخية كنت أجهلها، وشيئا فشيئا بدأتُ أضع النقاط على الحروف، وأُميز بين الخيط الأبيض والأسود، بين الوهم والحقيقة، وبين ما قيل وما كان.
وكانت إحدى تلك اللحظات المفصلية جلسة نقاش عفوية جمعتني بالأصدقاء، يتصدرهم حسن الصبابي Hassan Essabbabi ، خلال زيارتي الأخيرة إلى الناظور. ففي خضمّ الحديث، اكتشفت أن هذا الرجل، الذي اختلط في طفولته بوجوه ناظورية مرموقة من النخبة والوجهاء والأعيان، قد ورث عن والده الحاج حدو رحمه الله وكذا مكوثه الطويل في مسجد محمد الخامس، شبكة من المعارف والحقائق، واطلاعا دقيقا على أصول وفروع العائلات الناظورية القديمة. لقد أدركت في تلك اللحظة أن ما يحمله حسن من معرفة، لا يُقدّر بثمن، وأن تدوين هذه المعلومات، بإذنه الكريم، سيكون بمثابة مادة خامة للباحثين، ولبنة أخرى في مشروع “سلسلة شخصيات ناظورية” التي لم يُتح لي أن أتعرف على أبطالها عن قرب.
فالحديث النابع من القلب لا يأتي إلا بخير. إنه كالنور يتسلل بهدوء، ليبدد ظلال الجهل، ويجعل الرؤية أكثر صفاءً، والقرارات أكثر ثباتًا ويقينا.
ولي عودة الى الموضوع
جمال الغازي
تعليقات
0