جريدة البديل السياسي -إعداد: محمد الحدوشي .
تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في الرسالة المولوية الشريفة الموجهة إلى المجلس العلمي الأعلى، والمتعلقة بإحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نظّمت مشيخة الطريقة العلاوية بالناظور ليلة روحانية خُصصت للمديح النبوي والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين.
واحتضن مقر زاوية نعمة المنعم لذكر الحي القيوم العلاوية، الكائن بدوار أولاد حدو رحو، جماعة إيكسان بإقليم الناظور، مساء يوم السبت 20 دجنبر 2025، ابتداءً من الساعة السابعة مساءً، فعاليات هذه الليلة الربانية المباركة، التي عرفت حضورًا وازنًا لمريدي الزاوية ومحبي السماع والمديح، إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن الديني والروحي.
وفي أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والتقوى، صدحت أرجاء الزاوية بتلاوات آيات من الذكر الحكيم وأذكار المديح النبوي الشريف، حيث تحولت زاوية نعمة المنعم لذكر الحي القيوم إلى فضاء تسوده السكينة والطمأنينة، في مشهد يعكس عمق محبة المغاربة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتمسكهم بقيمه السامية القائمة على التسامح والسلام والمحبة.
وتخللت هذه الليلة كلمة توجيهية للأستاذ الدكتور أحمد خرطة، عبّر من خلالها عن شكره للحاضرين على حضورهم وتفاعلهم، قدّم خلالها درسًا مؤثرًا حول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته، مبرزًا مكانته العظيمة في قلوب المؤمنين، ومذكّرًا بأهمية الاقتداء بأخلاقه وسنته في ترسيخ قيم الرحمة والتسامح والسلام. كما أشار إلى أهمية هذه المبادرات الروحية التي تندرج في سياق التفاعل مع التوجيهات الملكية السامية، مستحضرًا الدور التاريخي للزاوية العلاوية منذ تأسيسها على يد الشيخ المولى سليمان الودغيري، مرورًا بابنه المولى المهدي بن سليمان، وصولًا إلى شيخها الحالي سيدي محمد بن المهدي.
كما عرفت الليلة فقرات مديحية متميزة أداها المنشد العالمي إسماعيل بوجيا، الذي اختتم مشاركته بالدعاء الصالح للحاضرين، وبالدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بالنصر والتمكين، ولسائر الأمة المغربية بمزيد من الأمن والاستقرار.
وقد تميزت هذه الليلة الروحية بالالتزام بالتقاليد الصوفية الأصيلة المتوارثة عن الأجداد، التي تحرص على إحياء محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال مجالس الذكر والمديح، بما يسهم في تعزيز الروابط الروحية بين الأفراد، وترسيخ قيم الإيمان والاعتدال والتعايش.
ولم تكن هذه المناسبة مجرد نشاط ديني، بل محطة روحية عميقة تعكس انخراط الزوايا المغربية في التفاعل الإيجابي مع التوجيهات الملكية السامية، وتجسد حرصها على الإسهام في تعزيز الأمن الروحي للمجتمع، وتقوية أواصر المحبة والسلام في حب الله ورسوله.



تعليقات
0