ضيف البديل

رونيه ديكارت :1596 =1650. تمهيد لدراسة المتن الفلسفي لديكارت. الجزء الخامس.بقلم الأستاذ عبد القادر طلحة

الأستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي :

رونيه ديكارت :1596 =1650.

تمهيد لدراسة المتن الفلسفي لديكارت.

الجزء الخامس.

===+++===++++++======++

يؤكد بعض مؤرخي الفلسفة في حديثهم عن فلسفة ديكارت، ان رسائل ديكارت وكتبه العلمية هي التي توضح المنهج الديكارتي اكثرمما قد نعثر عليه في النصين الاساسيين اللذين عرض فيهما مشروعه كاملا. ويتعلق الامر بالمقال في المنهج وعنوانه هو المقال عن المنهج لحسن قيادة العقل والبحث عن الحقيقة وقد نشره ديكارت سنة 1637 وهو تمهيد لكتبه العلمية الثلاثة: الهندسة، انتشار الضوء، الالوان.

النص الثاني كتبه سنة 1628 ولم ينشر في حياته وعنوانه القواعد لقيادة العقل. ان مشروع ديكارت ليس مشروعا فلسفيا فقط وليس كذلك مشروعا علميا ولكنه مشروع عام.

وسياتي الحديث لتفصيل ذلك كله في احد الاجزاء، التذكير بهذا يأتي في سياق عدم اغفال اي تعليق او تقديم او مراسلة لديكارت او عن ديكارت وانا اتناول كتابه “المبادئ”. في هذا الصددماذا جاء في اهداء ديكارت الى الاميرة “اليزابيت”

كتاب المبادئ يتصدره هذا الاهداء،، والاميرة كانت شديدة الصلة بانتاج ديكارت الفكري وبالفلسفة والاخلاق بصفة خاصة، بل يمكن اعتبار كتاب المبادئ ثمرة لتلك المراسلات بين ديكارت والاميرة في موضوع الفلسفة والاخلاق ميزة الاميرة انها تميل الى المعرفة والتحليل وليس الى حياة المجون والترف فهي تجسد لقيم خلقية وخاصة ما تعلق بالترابط الموجود بين الفضيلة والحكمة وواضح مدى التاثير، السقراطي في هذا الجانب و ديكارت يميز بين نوعين من الفضائل :الفضائل الظاهرة والفضائل الحقيقية وهذه الاخيرة وحدها ترتبط بالعلم او الحكمة، الفضائل الحقيقية هي افعال ارادية يتحكم فيها نقاء فكرنا او قل يتحكم فيها محرك واحد هو الذهن ولكن بشرط حسن التدبر.

ان السلوك الخلقي عند ديكارت هو ذلك السلوك الذي يعتمد على المعرفة والتفكير فالفضائل الحقيقية تتضمن معنى العلم او الحكمة ،والعلم ينطوي على الفضيلة، نجد انفسنا امام تلك الخلاصة السقراطية الرائعة:”لافضيلة الا بالعلم”.

انه نوع من البوح الدكارتي مع انبهار شديد بفطنة الاميرة التي تتفهم مايريده في متنه الفلسفي وتفوقت في ذلك على العديد من فطاحلة الفكر على عهده، بل ان ديكارت يعلن ان استمراره في انجاز مشروعه الفلسفي العام لايسعفه في ذلك الا ان يكون خادما متواضعا للاميرة ومطيعا لها.

اي سياق هذا الذي يجعل من تلك المراسلات القلب النابض للمتن الديكارتي. ولكن ربما هناك. ادوار اخرى للاميرة لم اصل الى الكشف عنها وربما يحتاج ذلك الى تتبع خاص للتطور الفكري لديكارت من البداية حتى سنة العزلة اي 1619ثم سنة ظهور المشروع كله.

الى الجزء السادس بحول الله.

.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار