جريدة البديل السياسي |قضايا المجتمع

رسالة الى الناظوريين الشجعان…بقلم حكيم شملال

عمالة-الناظور

جريدة البديل السياسي – حكيم شملال

رسالة الى الناظوريين الشجعان

التاريخ لا يرحم، لكنه يعلم.

يعيد علينا الدروس نفسها بطرق مختلفة، ويؤكد أن التغيير الحقيقي لا تصنعه الجموع، بل يبدأ دائما مع قلة تملك الشجاعة والإرادة.

في لحظة الخطر، العامة يفرون، يترددون، يسايرون، يبررون، ثم يطأطئون رؤوسهم ويذعنون.

بعضهم يتكيف مع الواقع المهين، ويتوهم الذكاء في الخضوع، فيرفع شعارات تبرر الجبن وتحول الانتهازية إلى حكمة يومية:

“أش داني لصداع، خصني غير ندير بلاصتي معاهم”،

“حيد على راسي وشقف”،

“إلى عندي مصلحة عند الكلب نقولو سيدي”…

وهكذا يتحول الخوف إلى فلسفة، والتواطؤ إلى منهج عيش.

أما القلائل، فهم من يتحملون الألم، ويدفعون الثمن.

هم لا يسايرون، ولا يطبلون، ولا يبيعون ضمائرهم مهما اشتد القمع وضاقت الدنيا.

هم وحدهم من يصنع الفرق، ويمهد الطريق، ويبقي الأمل حيا وسط الرماد.

لأنهم، ببساطة، يؤمنون أن الوطن لا يبنى بالخوف، ولا يصان بالصمت، وأن الكرامة ليست ترفا، بل أصل كل نضال.

يا أبناء الناظور الأحرار،

يا من لم تنسوا أن هذه الأرض لنا، وأن كرامتنا ليست قابلة للتفريط ولا للمساومة…

دول كثيرة كانت أسوأ من المغرب في الفساد، والجهل، والتخلف،

ومع ذلك، انبثقت منها نخب مقاومة فتحت أبواب التحول.

فإما أن تكون من العامة، وتهرب معهم حين تشتد العواصف،

أو تختار أن تكون من تلك القلة التي تضع أول حجر في طريق التغيير،

عسى أن يكون لك شرف المساهمة في كتابة فجرٍ جديد.

نحن لا نطلب منك أن تجازف بحياتك، ولا أن تخرب مستقبل أبنائك،

بل نرجو فقط أن تسهم في بنائه، وفي بناء مستقبل أبناء غيرك.

نرجو كلمة حق، موقفا شريفا، منشورا يرفض الفساد، ووعيا بأن مدينتك لن تتغير من تلقاء نفسها.

وليتغير وطنك، عليك أن تبدأ أولا من مدينتك.

من صوتك يبدأ كل شيء، حتى لو بدا صغيرا.

لن نطلب منك الكثير…

أعلم أن صوتكم يبدو قليلا وسط هذا الضجيج…

لكن صدقوني، بالنسبة لنا، هو كثير.

هو الذي يوقظ فينا المعنى، ويمنحنا سببا للاستمرار.

اثبتوا. فأنتم الأمل. وأنتم البداية.

حكيم شملال

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي