جريدة البديل السياسي
أفادت مصادر مطلعة بأن عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بتمارة نجحت، نهاية الأسبوع الماضي، في تحديد هوية الشاب «ولد الفشوش» الذي دهس دركيا بأحد السدود القضائية بالطريق السيار على مستوى جماعة الهرهورة، ولاذ بالفرار، حيث جرى اعتقاله ووضعه رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط من أجل البحث حول ملابسات الحادث، الذي كاد أن يودي بحياة دركي .
وأكدت مصادر «الأخبار» أن عناصر المركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي بتمارة أحالت، صباح أول أمس الأحد، الشاب الموقوف على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، حيث جرى الاستماع إليه، قبل إحالته على قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، الذي قرر إيداعه سجن تامسنا بتهمة ثقيلة تتعلق بارتكاب حادثة سير مع جنحة الفرار ومحاولة القتل العمد، وسيخضع المتهم لأولى جلسات التحقيق يوم 23 من الشهر الجاري.
وكانت منطقة الهرهورة بعمالة الصخيرات تمارة شهدت، بحر الأسبوع الماضي، حادثا خطيرا أعاد إلى الأذهان واقعة مقتل دركي شاب بالطريق الساحلية سنة 2019، بعد دهسه من طرف ولد فشوش. وتفيد المعطيات الأولية بأن سائقا شابا وصف بالمتهور أقدم على دهس دركي من كوكبة الدراجين كان يباشر مهامه في نقطة مراقبة بالرادار على مستوى خط التماس بين حدود جماعتي الهرهورة وعين عتيق.
وحسب المعطيات نفسها، رصد «رادار السرعة» السائق المعني وهو بصدد ارتكاب مخالفة سير تتعلق بتجاوز السرعة المسموح لها، وبعد أن حاول الدركي المكلف بالمراقبة في السد القضائي إيقافه، دهسه بطريقة مروعة، رافضا الامتثال لأوامره بالتوقف، ما خلف هلعا كبيرا وسط زملائه الذين بادروا الى إنقاذه والاتصال بكبار المسؤولين على مستوى السرية والقيادة الجهوية، وكذا مصالح الإسعاف التي حضرت على الفور، وتكلفت بنقل الدركي الضحية إلى المستعجلات، حيث خضع لعلاجات وكشوفات خاصة بالمستشفى العسكري بالرباط.
واستنفر الحادث كل مصالح الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بالرباط، حيث تجندت فرق البحث بالسرايا والمراكز الترابية التابعة لها، قبل أن تنجح عناصر الدرك بعين عتيق، بتنسيق مع مصالح الدرك بتامسنا، في اعتقال المعني بعد مرور يومين على الحادث، وعرضه على النيابة العامة المختصة التي أمرت رفقة قاضي التحقيق بإيداعه السجن بتهمة ثقيلة امتدت لجناية محاولة القتل.
وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان جريمة دهس دركي سنة 2019، نتجت عنها وفاة، من طرف شاب ولد فشوش يحمل الجنسية الهولندية، وتمت إدانته ابتدائيا، بعشرين سنة سجنا نافذا، في مارس 2023، من طرف غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، قبل أن تخفض الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية، سنة 2024 الحكم الابتدائي من 20 إلى 15 سنة.
وكانت هيئة الحكم بغرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها أدانت المتهم بدهس دركي بالهرهورة بسيارته الفارهة، بعشرين سنة سجنا نافذا وأداء تعويض مالي قدره 15 مليون سنتيم لعائلة الضحية، قبل تخفيضها، بعد سنة، استئنافيا إلى 15 سنة.
وحاول الشاب المتهم، المنتمي لعائلة ثرية بالرباط، الدفاع عن نفسه وتبرير تهمة القتل المنسوبة إليه، حيث نفى القصد الإجرامي، وأكد على عدم انتباهه للسد القضائي والدركي الضحية، بحكم الازدحام وكثرة السيارات التي حجبت عنه الرؤية، حيث تفاجأ بالدركي أمامه، فضلا عن معاناته من اضطرابات نفسية، وهو ما دفع دفاعه، في وقت سابق، إلى تقديم ملتمس بعرضه على الخبرة، إلا أن القضاء فند كل ادعاءاته، حيث حاصره بفيديو وصور التقطتها كاميرات بعين المكان، بينها كاميرا سيارته الفارهة، التي أكدت وجوده وحيدا بالطريق المؤدية إلى ممر السد القضائي، الذي ينبه لتخفيض السرعة، حيث اتهم بتجاهل كل الإشارات التحذيرية وتجاهل معها حتى الدركي الذي أمره بالتوقف، قبل أن يدهسه ويرديه قتيلا.
تعليقات
0