درس في الكيمياء / قصة قصيرة جدا….بقلم الأستاذ عبد المجيد طعام
بقلم الأستاذ عبد المجيد طام- جريدة البديل السياسي
درس في الكيمياء / قصة قصيرة جدا
إلى كل رجال ونساء التعليم الملتزمين برسالتهم النبيلة.
خرج من حجرة الدرس مبتهجا، تعلو وجهه اشراقة اخفت زبيبة السجود على جبهته مصدر فخره ومبتغى حياته ومنتهى وجوده.
فاجأني ابتهاجه غير المعهود، لكنني جنبت نفسي عناء معرفة أسبابه إلى أن اقترب مني وأنا أهم بالدخول الى قاعة الأساتذة ،قال لي :” الحمد لله خلال هذه الجمعة المباركة فهم التلاميذ كل شيء، استوعبوا ما يفيدهم …طبعا بذلت جهدا كبيرا ولم يخيب الله ظني” نظرت إليه بإعجاب كبير وقلت له :” لا شك أن درس الفيزياء كان صعبا استوجب جهدا جماعيا !”
جلس على “السداري ” متعمدا أن يبرز لكل الحاضرين ابتسامته الموحية بتحقيق إنجاز علمي غير مسبوق ،ثم رشف من كأس الشاي المنعنع رشفات متتابعة، وبعد ان استرجع انفاسه رد علي دون ان تفارق الابتسامة عينيه :” كانت لدي حصة كيمياء وليس فيزياء ،وقد حرصت على ان تكون حصة علمية تطبيقية بكل المقاييس”
أفرغ ما تبقى من شاي في فمه واقترب مني اكثر وقال لي :” لقد برهنت للتلاميذ باستعمال معادلات كيميائية معقدة، أن الريح الذي ينقض الوضوء يختلف في التركيبة الكيميائية للريح الذي لا ينقض الوضوء وقد استدللت على ذلك مختبريا… الحمد لله!!! ”
نظرت اليه باستغراب مفضوح, وفي استعجال غير بريء طرحت عليه سؤالا أفقدني لذة الشاي المنعنع :” ارجوك قل لي من اين اتيت بالريح الذي ادخلته الى المختبر ؟؟”
فجأة فرض علينا الجرس الالتحاق بحجراتنا، غير أن الرائحة التي تبعت الشيخ / الأستاذ وهو يهرول خارج قاعة الاساتذة دلتني على مصدر الريح موضوع درس يوم الجمعة المبارك
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار