جريدة البديل السياسي
دفعت الوضعية المائية المقلقة بالمملكة، السلطات إلى إعادة العمل بالإجراءات التي تقيد استعمال المياه في عدد من المجالات والمهن، وذلك ببعض مدن الشمال، في ظل الإقبال السياحي الكبير الذي تشهده جهة طنجة تطوان الحسيمة خلال فصل الصيف.
وعلمت جريدة “العمق” أن السلطات قررت اتخاذ إجراءات صارمة لترشيد استهلاك المياه على مستوى عمالة المضيق-الفنيدق التي تضم 3 مدن وجماعتين قرويتين، وذلك عقب انعقاد اجتماع اللجنة الإقليمية للماء، أمس الخميس، برئاسة عامل الإقليم وحضور رجال السلطة وممثلي المصالح الأمنية ورؤساء الجماعات والمصالح اللاممركزة المتدخلة في مجال الماء.
وبحسب مصدر الجريدة فإن الاجتماع خلص إلى اتخاذ عدد من الإجراءات، تشمل منع ملء المسابح العمومية والخاصة لأكثر من مرة في السنة، وتحديد فترة اشتغال الحمامات ومحلات غسل السيارات، في بعض الحالات، في أربعة أيام من الأسبوع،
كما شملت الإجراءات الجديدة منع سقي المساحات الخضراء والحدائق العامة وملاعب الكولف وتنظيف الطرق والأماكن العامة باستخدام مياه الشرب ومياه الآبار، مع وقف الزراعات الجديدة للمساحات الخضراء، سواء من طرف المؤسسات العمومية أو الخواص.
علاوة على ذلك، قررت السلطات تكثيف برنامج عمل مصلحة شرطة المياه المتعلق بالنفوذ الترابي لعمالة المضيق-الفنيدق، داعية المصالح المعنية إلى تسطير برنامج للتحسيس والتوعية بتنسيق مع السلطة المحلية والجماعات الترابية وبمشاركة جمعيات المجتمع المدني، حول ضرورة ترشيد استهلاك المياه.
وأفاد مصدر مطلع للجريدة بأن السلطات اتخذت هذه الإجراءات تنفيذا للتوجيهات الملكية الداعية إلى تكثيف الجهود والتحلي باليقظة والحكامة في التدبير، مع ابتكار الحلول لتجاوز إشكالية الماء بالمغرب، وكذا تنزيلا لمضامين وتوجيهات دورية وزير الداخلية بتاريخ 09 غشت 2024 بخصوص التعبئة قصوى من أجل تدبير جيد للإجهاد المائي.
وأوضح المصدر أن اللقاء عرف مناقشة انخفاض حقينة السدود واستنزاف المياه الجوفية بفعل قلة التساقطات المطرية خلال السنوات الفارطة، وإبراز الجهود المبذولة لعقلنة استهلاك الماء والتصدي لمختلف السلوكيات التي من شأنها استنزاف وتبذير الموارد المائية المتوفرة، من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات للمحافظة على المخزون المائي المتوفر.
وفي هذا الصدد، دعا عامل الإقليم، ياسين جاري، مختلف المصالح المعنية بملف الماء، كل في نطاق اختصاصه، إلى مضاعفة الجهود والانكباب بجدية ومسؤولية في اتخاذ جميع التدابير التي من شأنها ضمان استفادة جميع الساكنة من الماء الصالح للشرب، مشددا على ضرورة العمل على تفعيل التوصيات المذكورة، وفق المصدر ذاته.
يُشار إلى أن ولايات وعمالات المملكة، كانت قد أصدرت، منذ يناير الماضي، قرارات صارمة لترشيد استهلاك المياه خلال العام الجاري، أبرزها تقييد صبيب المياه بالأحياء السكنية، وتقليص أيام العمل للحمامات ومحلات غسل السيارات، ومنع زراعات تستنزف المياه كالبطيخ.
إلا أنه خلال شهر رمضان المنصرم، أصدر ولاة وعمال عدد من الجهات والأقاليم، قرارات جديدة تنص على إعادة فتح محلات غسل السيارات والحمامات طيلة أيام الأسبوع، تنفيذا لدورية وزير الداخلية الذي دعا لتكييف قرارات الإغلاق مع الوضعية المائية بكل إقليم عقب التحسن النسبي للوضعية المائية.
ومع عودة الوضعية المائية إلى التدهور خلال الأشهر الأخيرة، وتزامنا مع الخطاب الملكي الأخير الذي خصص الملك جزأه الأكبر لأزمة المياه، أصدر وزير الداخلية دورية جديدة بتاريخ 9 غشت الجاري، أعطى من خلالها تعليماته للولاة والعمال من أجل التعبئة القصوى لتدبير الإجهاد المائي بالمملكة.
تعليقات
0