جريدة البديل السياسي- رشيد اخراز جرادة
في وقت ينتظر فيه المغاربة بشغف مستجدات الحوار الاجتماعي وما سيحمله من قرارات قد تُحسن أوضاعهم المعيشية، يبدو أن أبرز ما تحمله الحكومة لهم بعد فاتح ماي ليس رفع الأجور أو إطلاق إصلاحات اجتماعية ملموسة، بل مفاجأة ثقيلة الكلفة: الزيادة المرتقبة في ثمن قنينة الغاز.
ففي خطوة أثارت جدلاً واسعاً، كشفت تقارير عن معطيات تتعلق بارتفاع سعر قنينة البوطا ، في غياب تام لأي توضيح رسمي من طرف الحكومة. هذا الصمت الحكومي، الذي وصفه مراقبون بـ”المربك”، زاد من قلق الأسر المغربية التي باتت تُصارع الغلاء في كل مناحي حياتها اليومية، من أسعار المواد الغذائية إلى فواتير الماء والكهرباء.
وبينما كان الرهان معقوداً على فاتح ماي ليكون منطلقاً لتحسين ظروف الشغيلة وإعطاء دفعة جديدة للحوار الاجتماعي، يجد المواطن نفسه أمام قرارات قد تُثقل كاهله أكثر، وسط غموض في التوجهات الحكومية المستقبلية وغياب استراتيجيات واضحة للتخفيف من آثار التحرير التدريجي لصندوق المقاصة.
فهل تملك الحكومة بديلاً حقيقياً لدعم الفئات المتضررة؟ وهل سيكون الحوار الاجتماعي مناسبة لتدارك هذا “التخلي الصامت” عن دعم مواد حيوية؟ أم أن فاتح ماي سيكون موعداً جديداً لتجديد الوعود… دون وفاء؟
تعليقات
0