جريدة البديل السياسي
بيان حزب جبهة القوى الديمقراطية ردًّا على الحملة الإعلامية لجريدة لوموند ضد الملكية المغربية.
يقف حزب جبهة القوى الديمقراطية باستياء شديد أمام الهفوة المهنية الجديدة لجريدة لوموند، التي خصصت صفحاتها لتلفيقات واستنتاجات مغلوطة ومتعمدة تستهدف المغرب، بعقلية استعلائية بائدة لا تمت بصلة لقيم الصحافة المهنية ولا لأخلاقيات الحرية الفكرية.
إن ما أقدمت عليه الجريدة ليس سوى تطاول مكشوف أرعن على سيادة المغرب واستهداف مباشر لمؤسسته الملكية، التي تشكل، عبر التاريخ وإلى اليوم، العمود الفقري للدولة وضامنة وحدتها واستقرارها. ولأجل ذلك، يعلن حزب جبهة القوى الديمقراطية للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:
- إن الملكية المغربية ليست نظامًا طارئًا أو مصطنعًا، بل مؤسسة عريقة تجاوز عمرها اثني عشر قرنًا، سبقت ميلاد الجمهورية الفرنسية نفسها.
- وهي قائمة على البيعة، بما هي عقد اجتماعي وأخلاقي أصيل يربط العرش بالشعب، بعيدًا عن أي نمط سلطوي مفروض.
- ولا يحق لأي منبر إعلامي أجنبي أن يتجاهل هذه الحقيقة الراسخة أو أن يختزل قرونًا من التلاحم الوطني في سرديات مشوهة تفتقر إلى أبسط مقومات الموضوعية.
- إن تصوير الملكية المغربية كعائق أمام الديمقراطية هو افتراء مغرض، إذ إن المؤسسة الملكية أطلقت ورعت مسلسل التعددية الحزبية، وضمنت حرية التعبير، وقادت إصلاحات دستورية جعلت الاختيار الديمقراطي ثابتًا من ثوابت الأمة. ومن يزايد على المغرب من وراء مكاتب باريس، يتجاهل أن المغرب يعيش انتقالًا سياسيًا وتحديثًا مؤسساتيًا مستمرًا، بينما تعاني بعض الديمقراطيات الغربية من أزمات تمثيلية حقيقية متتالية وانحسار ثقة شعوبها في مؤسساتها.
- “ندين بشدة هذه الهجمة العدائية ضد الملكية المغربية، ونعلن أن حزب جبهة القوى الديمقراطية واعٍ بكل خيوطها المدسوسة وخلفياتها السياسية.
- فما نشرته لوموند ينسجم مع حملة خارجية قد يوظف فيها عناصر داخلية لخدمة أجندات معادية لوحدة المغرب ومصالحه العليا. ولهذا ظللنا ندعو في الحزب دائمًا إلى التعبئة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية، فهما السلاح الحقيقي في مواجهة كل محاولات التشويش.
- أكيد إن المغرب لن يتأثر بهذه الحملات، بل سيواصل، بقيادة الملك، مسيرة التنمية والإصلاح، وكل محاولة استهداف لن تزيد الشعب إلا التفافًا حول عرشه وتؤكد صلابته ووحدته.” تصريح المصطفى بنعلي الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية .
- إن الإنجازات الحقوقية، من طي صفحة الانتهاكات الجسيمة عبر هيئة الإنصاف والمصالحة إلى توسيع مكتسبات المرأة والأسرة، لم تأت بإملاءات من الخارج، بل بإرادة سياسية ملكية واضحة. وفي المجال الاجتماعي والتنمية البشرية، تجسدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وورش الدولة الاجتماعية في التزام المؤسسة الملكية بتحقيق العدالة والكرامة لكل المواطنين، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والانتقائية الإعلامية.
- إن محاولة جريدة لوموند الوصاية على المغرب أو تقديم دروس مجانية في الديمقراطية، تعكس ذهنية استعمارية بائدة تجاوزها التاريخ والعلاقات الندية بين الدول.
- والمغرب، بقيادة ملكيته، يفرض احترامه كشريك استراتيجي في إفريقيا والمتوسط والعالم، ولا ينتظر شهادات مشبوهة من منابر فقدت مصداقيتها.
- إن الحزب يدرك تمامًا أن هذه الخرجة الإعلامية لم تكن لتصدر لولا أنها تترجم توجهات دوائر معينة صاحبة القرار، ما يجعل الأمر يتجاوز مجرد حرية التعبير إلى توظيف إعلامي ذو خلفيات سياسية واضحة. وعليه، يؤكد الحزب أن حرية التعبير، كما سائر الحريات الأخرى، لم تكن في يوم من الأيام ترخيصًا للتطاول على جوامعنا الوطنية وثوابتنا الراسخة، بل مسؤولية أخلاقية وسياسية تحكمها ضوابط الاحترام المتبادل، وهو ما غاب تمامًا عن توجهات جريدة لوموند.
- إن هذه الخرجة الإعلامية لا تشكل سوى رأس كتلة الجليد ضمن هجمة عدائية منسقة، وظف فيها حتى بعض العناصر الداخلية لخدمة أجندات معادية. وهي ليست الأولى من نوعها، ولن تحقق أي من أهدافها.
- فالملك حاضر في قيادة معركة التنمية، وعهده يكتنز كل يوم مكتسبات جديدة وكبيرة، تجعل المغرب يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل غير آبه بمحاولات التشويش والتيئيس.
- وعليه، يؤكد حزب جبهة القوى الديمقراطية أن ما نشرته لوموند يمثل انزلاقًا خطيرًا يسيء للصحافة الفرنسية أكثر مما يسيء للمغرب، ويكشف عن عجز بعض الدوائر الإعلامية عن استيعاب نجاح النموذج المغربي في الجمع بين الاستقرار والإصلاح، بين العراقة والحداثة.
- إن حزب جبهة القوى الديمقراطية، إذ يندد بشدة بهذا التمادي غير المقبول، يجدد التأكيد على أن الملكية المغربية خط أحمر، وركيزة لا مساومة حولها، وأن وحدة العرش والشعب ستظل السور المنيع في وجه كل محاولات ومناورات التشويش. وحرر بالرباط، في 27 غشت 2025.
تعليقات
0