الناظور ..قوارب “الشبح” للراغبين في الهجرة بشاطئ بني شيكر … عودة اللغز؟
جمال ابركان – جريدة البديل السياسي
أعداد كبيرة من المراهقين والشباب تدفقوا من المدن الداخلية الى شواطئ بني شيكر اقليم الناظور ، ينتظرون معجزة “ظهور الزورق السريع”.
موسم الهجرة رحلات برائحة الموت
يعلم المهاجرون أنهم قد لا ينجون لكن ظروفاً صعبة تركوها خلفهم وجنّة وعدَهم بها المهربون إلى الضفة الأخرى دفعتهم إلى ركوب البحر أو الأحرى ركوب المجهول.
في موسم الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط لا تتوقف المراكب عن نقل مهاجرين من مختلف الأعمار والجنسيات الحالمة بغد أفضل، في الوقت الذي تستغل فيه عصابات تهريب الأفراد بواسطة المراكب مقابل مبالغ مالية خيالية.
في المقابل، يتم يومياً إحباط ثلاث محاولات هجرة أو أربع، إما من الجانب المغربي أو من الجانب الاسباني، ومع تحسن الطقس، يرتفع عدد رحلات الهجرة غير الشرعية.
بعضهم يبتلعه البحر، وآخرون قد يحالفهم الحظ ويصلون بسلام إلى الضفة الأخرى.
ركوب الخطر بعروض مُغرية
مع تحسن أحوال الطقس، يرتفع عدد المغامرات المحفوفة بالمخاطر، وترتفع معها العروض المغرية للهجرة غير القانونية ، وفي خضم “حمى” الهجرة السرية ، ظهرت مجموعة من الطرائق والحيل لعبور المتوسط. فقبل بضع سنوات، كان المهاجرون يركبون أمواج المتوسط في قوارب متهالكة، وغير مجهزة بمحركات، وفي السنتين الأخيرتين، تطورت وسائل الهجرة غير الشرعية، وتضاعفت الأسعار أيضاً.
الزورق” الشبح” الذي حيّر قوات الأمن
هذه القوارب محط جدل، وهي تتمتع بجودة عالية، ويُمكنها قطع مسافات طويلة في وقت وجيز، وصُنعت في إسبانيا.
إشاعات لاستغلال المهاجرين
كانت إحدى صفحات التواصل الاجتماعي نشرت في الأسابيع الماضية صوراً لما يسمى “الفونتوم”، كما جرى تداول منشورات لتشجيع الراغبين في الهجرة إلى أوروبا بهذا القارب، مجاناً.
في هذا السياق، اكدت المصادر “انتشار مثل هذه الفيديوهات على صفحات التواصل الاجتماعي، الغرض منه هو استغلال أحلام أعداد كبيرة من المراهقين والشباب”، موضحاً أن ظاهرة الزورق “الفونتوم” (الشبح) لم تتجاوز حالة واحدة سُجلت في أحد الشواطئ القريبة من شواطئ بني شيكر خاصة راس ورك.
ولم يُعرف بشكل واضح هل يتعلق الأمر بعملية هجرة منظمة أم بنزوح شخصي لصاحب الزورق إلى القيام بهذه المغامرة بعد فشل عملية نقل للمخدرات، خصوصاً أن تملفة هذا النوع من الزوارق السريعة والمتطورة، مرتفعة ولا تغطيها تكاليف نقل المهاجرين غير الشرعيين.
تؤكد المصادر ات الهجرة الغير الشرعية أنه مباشرة بعد هذه الحادثة ان القيادة الجهوية للدرك الملكي بالناظور تشدد الإجراءات الأمنية وسمحت لوحداتها البحرية باستعمال القوة، وهو ما أدى سابقاً الى اعتقال العديد من المهاجرين الغبر الشرعيين احدى في الهجرة على متن قارب على شواطئ بني شيكر.
تسعيرة رحلة الموت
تغيرت أنماط الهجرة من السواحل بني شيكر نحو إسبانيا في السنوات الأخيرة، إذ لم يعد الراغب في الهجرة غير الشرعية بحاجة إلى “الحريك” (هجرة محفوفة بالمخاطر) وانتظار يوم “الخرجة” (موعد خروج الرحلات) الذي ينطلق فيه القارب، وتسديد مبلغ باهظ، ليصعد في النهاية برفقة عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين في قارب متهالك، إذ أصبح عدد من الشباب يلجأون إلى طرائق تضامنية أكثر نجاعة، فيقوم الراغب في الهجرة، بالتواصل مع شباب يقاسمونه الحلم نفسه، إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو يلتقيهم في إحدى مدن المغرب الشمالية، ويتفقون على اقتناء قارب والسفر به إلى سواحل إسبانيا.
ويفضل أغلب الشباب الانطلاق من شواطئ بني شيكر باعتبار انها النقطة الأقرب الى شاطئ “طريفة” الإسباني. ويراوح سعر “الزودياك” (المركب السريع) الذي يركبه “الحراكة” بين 15 ألف درهم و25 ألفاً (1500 إلى 2500 يورو)، يجري اقتناؤه من السوق السوداء، على الرغم من أن الحصول عليه ليس سهلاً، ثم يدفع كل فرد من المجموعة بين ثلاثة آلاف درهم وستة آلاف (300 إلى 600 يورو)، ثم يحددون موعد الرحلة.
وبحسب المصادر ، تتنوع التسعيرة حسب الرحلة، ومستوى “الضمانات”، فهناك رحلات لا تقل عن 6000 يورو (اكثر من 60 الف درهم مغربي)، ورحلات بـ20 الف درهم. الأولى بقوارب سريعة ونفاثة وشبه مضمونة، ومنظموها والسائقون محترفون”.
وبالنسبة إلى المهاجرين الذين يفضلون العبور بواسطة “جيت سكي”، قد يصل سعر رحلتهم إلى نحو 3000 يورو، وتعد هذه الوسيلة بحسب المتابعين لملف المهاجرين الوسيلة الأكثر اماناً للهجرة، إذ لا تتجاوز مدة الرحلة 30 دقيقة، فيوصل المهربون المهاجرين إلى السواحل الإسبانية، ثم يعودون بسرعة إلى المياه الإقليمية ، وفق معطيات كشفت عنها الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية وحمايتها
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار