جريدة البديل السياسي |البديل الثقافي

الناظور … أمسية ثقافية جمعوية مميزة لأبناء الناظور المقيمين بالخارج

493913043_628775630161262_2794034033099462340_n

جريدة البديل السياسي- ذ / جمال الغازي 

في أمسية يوم الإثنين 28 أبريل 2025، احتضن مقهى فيكتوريا لقاء ثقافيا وجمعويا مميزا، جمع ثلة من أبناء الناظور المقيمين بالخارج و بالداخل، ممن يحملون هم المدينة في قلوبهم ويسعون إلى الإسهام في نهضتها. اللقاء كان فرصة سانحة لتبادل الرؤى حول قضايا الذاكرة، والتحولات التي تعرفها المدينة، وسبل المساهمة في رسم ملامح مستقبلها.

من بين المحاور التي نوقشت باهتمام، فكرة إحداث جداريات فنية في الناظور، تُضفي بعدا جماليا على الفضاءات العمومية، وتعكس في الوقت ذاته هوية المدينة وثراءها الثقافي. فالفن في الشارع ليس ترفا، والثقافة في المقهى ليس عيبا بل تعبير عن الانتماء ووسيلة لإحياء الذاكرة الجماعية في الفضاء اليومي للمواطن ونضج راق في بلورة العمل الفني والثقافي.

كما تم طرح مشروع توثيقي مهم يتمثل في جمع صور نادرة تعود إلى فترة الحماية الإسبانية، في محاولة لإعادة قراءة تاريخ المدينة من خلال الصورة. ومن هنا انبثقت فكرة تطوير هذا المشروع إلى إصدار كتاب فوتوغرافي موثق، لا يقتصر على عرض الصور فحسب، بل يتضمن قراءات تحليلية وشروحات تاريخية وسوسيولوجية، تُساهم في فهم أعمق لذاكرة الناظور، وتُفيد الباحثين والمهتمين بالشأن المحلي.

تم استحضار سيرة أحد رجالات الناظور، الراحل حمو اشبذان، من خلال شهادة سردها نور الدين أعبوز Nourdin Abz ، مؤسس صفحة Somos Nador. وقد شكلت هذه المداخلة محطة مؤثرة سلّطت الضوء على نماذج محلية ساهمت في بناء المدينة، لكنها لم تأخذ ما تستحقه من توثيق واعتراف.

نقاش عميق دار أيضا حول وضعية النخبة الناظورية، وأسئلة الدور والفاعلية: هل النخبة المحلية قادرة اليوم على لعب أدوار استراتيجية في تأطير المجتمع والدفاع عن مصالح المدينة؟ أم أن هناك حاجة إلى مراجعة الذات الجماعية وإعادة ترتيب الأولويات وفق منظور جديد يتجاوز الإحباط والتيه؟

الحاضرون لم يكتفوا بالتشخيص، بل انخرطوا في نقاشات واقعية وعملية حول سبل الخروج من الوضع المتردي، عبر مبادرات ثقافية، وتنظيمية، وتوثيقية، تروم تعزيز الانتماء وتجديد الوعي. فالناظور لا ينقصه الكفاءات ولا الغيرة، بل يحتاج إلى تنسيق الجهود، وتجاوز الفردانية، وبناء رؤية جماعية تستشرف التغيير وتُمهّد للإصلاح.

لقاء مقهى فيكتوريا الذي جاء بدون ترتيب مسبق لم يكن مجرد جلسة حنين إلى الماضي، بل لحظة من لحظات الوعي الجماعي، حيث تلاقت الإرادات الصادقة في خدمة مدينة تستحق الأفضل. ومن بين ثمار اللقاء، تبرز فكرة الكتاب المصوَّر كواحدة من المبادرات الواعدة التي يمكن أن تشكل مرجعا بصريا وتوثيقيا ثمينا، يعيد الاعتبار لذاكرة الناظور، ويمنح الباحثين أداة لفهم ماضي المدينة في ارتباطه بحاضرها ومستقبلها.

نعم، صدقت يا أخي حسن الصبابي Hassan Essabbabi ، قد لا أكون من الذين يكثرون الحديث، لكنني كنت أُصغي بعمق، وأسجّل في ذاكرتي كل لحظة وكل فكرة ترددت في تلك الجلسة الثرية. فالصمت أحيانا أبلغ من الكلام، حين يكون الإصغاء دليل اهتمام وتقدير.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي