البديل الاقتصادي

المقاطعة سلاح المغاربة الذي قوبل بصمت المسؤولين

جريدة البديل السياسي المغربية :فؤاد جوهر

المقاطعة سلاح المغاربة الذي قوبل بصمت المسؤولين فؤاد جوهر / 

 

منذ أن اعلن في المغرب حملة دعوات المقاطعة بين رواد الشبكة العنكبوتية، بدأ يتأكد بالملموس، الدور الذي صارت تلعبه المواقع اﻹجتماعية في حياة الناس، وعلى اقتصادات الشركات المستهدفة التي استفادت بالسياسات الحكومية السابقة، كونها رهنت جيوب الضعفاء لجشع الشركات الكبرى بعد أن تم الغاء صندوق المقاصة للمحروقات وتحرير الأسعار وفتح مجال المنافسة.

 

غير أن هذا السلاح الشعبي الذي بدأ في بدايته محتشما وخجولا بين المقاطعين، سرعان ما تحول الى أداة فعالة كبدت الشركات المعنية بالمقاطعة خسائر كبيرة، رغم مناعتها اﻹقتصادية، وقد اعتبر محللين اقتصاديين، ذلك التهاوي مزعجا لحماة اقتصاد الريع، بما لا يدع مجالا للشك بأن قدرة المواطن جلية على أن يكون محركا للتغيير، عكس التصور الذي يرى أن التغيير تقوده فقط نخب الصفوة . لقد تبين أن ثقافة المقاطعة من الأسلحة الفعالة التي يمكن للمواطن استخدامها دفاعا على قدرته الشرائية، أمام ازدياد محتكري الأسواق الوطنية في التغول اﻹقتصادي، ويبدو أنها نجحت بنسب عالية لم يكن ينتظرها أكبر المتفائلين حيث بدت إنعكاساتها تتجلى بوضوح على المنتجات المعنية بالمقاطعة، وانتقدت الصحف الوطنية طبيعة رد الفعل الحكومي الضعيف، تجاه أبناء الشعب المقاطعين، والصمت الرهيب بسبب الأداء الباهت خلال هذه الأزمة المتواصلة، حيث لم يتم إصدار أي موقف رسمي بشأنها، رغم الخسائر الفادحة التي تلقتها الشركات المعنية بالمقاطعة،

 

حيث شرعت المصالح المختصة في التخلص من ملايين اللترات من الحليب الطازج. كما أن مقاطعة الفايسبوكيون، كلفت إفريقيا للغاز 150 مليون دولار يوميا.هذا التخبط للشركات المعنية بالمقاطعة، اثر بشكل سلبي على أسهمها في بورصة الدار البيضاء، حيث تراجعت أسهم إفريقيا غاز بنسبة 3،15 في المائة في ظرفية قياسية لم تتعدى أسبوع واحد. وتراجعت أسهم سنطرال بنسبة 5،69 في المائة،

 

ووفق معطيات واقعية إستقتها جريدة "عبركوم" فإن الباكورة الأولية لهذا السلاح الفايسبوكي، أتى أكله حيث سارعت مجموعة بنصالح وباقي الشركات الى تخفيض أسعار المياه المعدنية، بنسبة تراوحت ما بين 30 و60 بالمائة، حيث تراوح سعر اللتر الواحد ما بين 1،8 و 2،75 درهم للتر الواحد، وشمل التخفيض كبريات المحلات التجارية، والأسواق الممتازة في إنتظار تعميمها على باقي المتاجر الصغيرة.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار