جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

المسرحية الكبرى… بين قناع الزيف ومرارة الحقيقة. بقلمحليمة صومعي

IMG-20250530-WA0005-660×330

 

بقلم: حليمة صومعي . جريدةالبديل السياسي

في زمننا هذا، لم يعد التمثيل حكراً على خشبة المسرح، بل امتد ليشمل مشاهد الحياة السياسية والاجتماعية.

نعيش اليوم في واقعٍ لم تعد فيه الحقيقة واضحة، بل أصبحت مفقودة، مطموسة خلف ستار كثيف من الزيف والخداع.

. كل شيء يبدو مفبركاً بإتقان… مشاهد مُعدة سلفاً، أدوار موزعة بدقة، والضحية دوماً هو المواطن البسيط، الذي يُطلب منه أن يصفق في نهاية كل فصل من فصول الخداع.

يجتمعون ويتناقشون… وتُعقد الندوات وتُقام المنصات، فيظن السامع والمشاهد أن همّهم الأول هو الفقير والمظلوم، ذلك المواطن المغلوب على أمره الذي طحنه الغلاء وأثقل كاهله الإهمال.

لكن ما إن يُسدل الستار، حتى يظهر وجه الحقيقة: لا أحد يعنيه المواطن، ولا أحد يريد الإنصات لآهاته.

الوجوه مبتسمة، الكلمات منمّقة، والوعود كثيرة… لكنها كلها مجرد مسرحيات مكررة، تُؤدى ببراعة لتخدير الرأي العام، وتمرير قرارات لا تصب سوى في مصلحة فئة واحدة: أصحاب النفوذ والمصالح.

أما المواطن، ذاك الذي ظن يوماً أن هناك من يحمل قضيته، فلا مكان له في كواليس هذه المسرحية، إلا كأداة تكميلية للزينة أو كورس يُصفق، ثم يُرمى جانباً بعد إسدال الستار.

واقعنا مرير… تسكنه الكراهية، ويغزوه النفاق، ويتفشى فيه الحسد. الكل يبحث عن مصالحه، ويرتدي قناع النُبل والغيرة.

. أما الحقيقة، فهي حلقة مفقودة، ضائعة بين التواطؤ والصمت المُخجل.

آن الأوان لنكفّ عن التصفيق.

آن الأوان لنزيل الأقنعة، ونسأل بجرأة: إلى متى سيظل المواطن مجرد كومبارس في مسرحية لا يُكتب فيها دوره؟

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي