جريدة البديل السياسي-نورالدين زاوش عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
المجلس الوزاري وكأس العالم
لأول مرة قد أتفق مع نظام العسكر إن هو رفع شكوى للفيفا يتهم فيها المغرب بخلط السياسة بالرياضة؛ فمن غير المعقول أن يتحول السيد “ناصر بوريطة”، وزير خارجية المغرب، وصاحب المقص الذهبي لافتتاح القنصليات الأوروبية والأمريكية بالصحراء المغربية، إلى رجل يوزع جوائز “الفيفا” في كأس العالم للشباب في “الشيلي”؛ اللهم إلا إذا كان ينوي أن يفتتح قنصلية جديدة بملعب “خوليو مارتينيز” في “سانتياغو”، وليس ذلك عليه ببعيد، من كثرة الفتوحات التي تمت في عهده، بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك حفظه الله وشافاه.
لقد بات الشعب الأرجنتيني ليلة سوداء قبل الأمس؛ لكنها لن تكون أشد سوادا من الليلة التي باتها جيراننا الذين يقتسمون معنا الدين واللغة والهوية والتاريخ المشترك، وللأسف الشديد يقتسمون معنا الهواء أيضا، وعلى رأسهم “حفيظ دراجي” لا حفظه الله، والذي من خلال تدوينته، التي تقطر حقدا وكراهية، يبدو أنه لا يعلم بأن “صِغار الأسود”، على حد تعبيره الركيك، تسمى الأشبال، لكن الحسد يفعل بصاحبه ما لا يفعله العدو به.
لقد أخرج فوز المغرب بكأس العالم الفئران من جحورها، مثلما أخرج المدعو “عزيز هناوي”، الذي علق على صفحته في الفايسبوك قائلا: “ويبقى مونديال غزة المقاومة، تاج التيجان”، وكأن تلك الحشود التي خرجت فرحا بأشبالها في وقت متأخر من الليل؛ ليست هي نفسها التي كانت تملأ جنبات الشوارع والطرقات، بالليل والنهار، تصدح من أجل أن يُفك الحصار عن غزة؛ لكن أصحاب النفوس الضعيفة، والقلوب الضيقة، والعقول الصغيرة التي لا تحوي إلا على خلية عصبية أو خليتين، يصعب عليها أنْ ترى أنّ لا تناقض بين الأمرين؛ فقط لكل حادث حديث، ولكل مقام مقال؛ وإلا ما معنى أن في الوقت الذي كانت فيه غزة تباد، كان المنتخب الفلسطيني يجري مبارياته الإقصائية للتأهل للمونديال.
لقد قال جلالة الملك في خطابه الأخير في البرلمان:
“ما لا ينبغي أن يكون هناك تناقض أو تنافس بين المشاريع الوطنية الكبرى والبرامج الاجتماعية، ما دام الهدف هو تنمية البلاد وتحسين ظروف عيش المواطنين”، وهذه رسالة واضحة وصريحة ل”عزيز هناوي” ومن نحا منحاه، مفادها بأن المشاريع الرياضية العملاقة ليست بديلا عن تجويد الصحة والتعليم، كما أنها ليست منافسة لها أو متناقضة معها، ما دامت جميع المشاريع ترمي إلى تحسين ظروف عيش المواطنين، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، وهذا ما أكده رفع ميزانية الصحة والتعليم، بشكل غير مسبوق، إلى 140 مليار درهم في المجلس الوزاري الذي ترأسه جلالة الملك قبل يومين.
هنيئا لمنتخب الأشبال في انتظار منتخب الأسود، و5 ملايين و600 ألف مبروك، وكان الله في عون كل من يستكثر لحظة فرح وعز وكرامة على هذا الشعب العظيم؛ ففي انتظاره أيام سوداء قاتمة قادمة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
تعليقات
0