البديل الثقافي

العرس الاسلامي:… بقلم الاستاذ عبد القادر طلحة

الاستاذ عبد القادر طلحة – جريدة البديل السياسي 

العرس الاسلامي:

==========

لاحظت ان العرس الريفي تعرض لتحوير خطير وخرج عن السياق الثقافي الريفي بدرجة 380*. كل شيئ تغير من الملبس الى الى المأكل الى العادات والتقاليد المؤطرةللحفل.

عشنا، وانا اتكلم عن نفسي، قبل ستون عاما من الان، على ثقافة خاصة ونحن نحتفل ب”العرس” اي “اورار او أيذوذ”.

كيف كنا نحتفل:؟ كان العرس ينظم على مدار 5 ايام على ايقاع العائلة وبعض الاصدقاء وهم قلة سواء بالنسبة للعريس او العروس احتفال بمثابة اشهار بحدوث “زيجة قريبا” داخل المدشر.

ثم تتوسع دائرة الحضور في اليومين الرسميين لانجاز طقوس العرس امام الملأ في منزل العروسة والعريس.

اليوميين الرسميين يسمى اليوم الاول”٣ :اسنسي” اي ان الحفل لاينتهي الا ما بعد صلاة الفجر وطلوع الشمس.

اليوم الثاني هو “اورار” حيث تزف العروسة الى العريس وهي ليلة الدخلة.

على اي ايقاع نعيش نحن الاهل والاصدقاء وعموم المدعوين هاتين الليلتين؟

اولا:في بيت العروسة.

تجهز الحنة ووسائل الزينة التقليدية واللباس المهيأ للزفة.

الحنة توضع في اواني ريفية مزركشة مصنوعة من الفخار ويهيأ قماش ابيض يوضع كعلم وعلم ثان من “السبنية “المزركشة وغالبا ما يغلب عليها اللون الاحمر. يدخل على العروسة بما يسمى “الزهاج”

ثم انزال ماتم الاتفاق عليه بخصوص “الدفوع” ويعني ما يقدمه العريس كهدية للعروسة تستقبل به ضيوفها في ليلة الزفة في منزلها.

طبعا تستقدم العروسة الى مكان تزيينها حيث تتكفل من هن اكثر خبرة ودراية في تزيين العروس. تدق الحناء مباشر وتوضح في اناء مزركش حيث تعجن امام الحاضرات ثم توضع فيها بيضتان ربما تيمنا بمولودين او ترميزا للعريس والعروسة لانها ليلتهما. كل ذلك على ايقاع زجل ريفي يوافق المناسبة. من مثل “ارحنييا ذا ميمون” تتطلى يد اليمنى كاملة للعروس وتوزع الحناء، على الاهل والاقارب والصديقات فيأخذن منها ويضعنها وسط كفهن كعربون محبة وشهادة حضور للعرس.

ثانيا :في بيت العريس:

يستقدم العروس الى مكان تخضيب اصبعه بالحناء تحت ايقاع نشيد “الرازق” وغالبا ما يتكلف بالمهمة اخت العريس وتفعل نفس الشئ مع”٣ وزراء” العريس وقليل من اصدقائه يعاد العريس الى غرفته بينما البيت يستقبل الضيوف وتناول وجبة العشاء. طبعا هو اليوم الثاني يوم الزفة فلابد من وصلات غنائية ريفية تؤديها نساء من الحاضرات ولابد من استقبال اهل العروسة الذين يرافقونها في الزفة واكرامهم باستقبال حارمن طرف اهل العروس لتستأنف الوصلات الغنائية الى حين بداية طقس “رغرامث” وهو طقس تضامني مع العريس ومساعدته على بعض من مصاريف الحفل.

يشكر الجميع على الحضور وينتهي الحفل ليستأنف على نطاق عائلي ضيق في حفل”ثمذوت” وثغراشت”

حفل بديع رائع هو بمثابة” feria ”

الكل يحس انه منشرح طيلة اليومين وما بعدهما لان الكلام عن المناسبة يتداول في جلسات الاصدقاء،الحميمية على مدار ايام.

العرس الاسلامي بدعة وخروج عن السياق الثقافي الريفي.

ليلة الزفاف يستولي عليها الوعاظ ومنظمي المسابقات الثقافية الاسلامية نسي الجميع ان اليوم يوم فرح وليس يوم وقوف في عرفة.

يمنع الغناء، وحتى اشهار الزفاف بالدفوف الذي اجازه نبينا الكريم.

الاسئلة لا تثير العقول ولاتدعوهم الى الاجتهاد اسئلة من مثل:من هو اول مؤذن في الاسلام؟ او ماهي اصغر اية في القران”، الجوائز مكونة من علب المسك او كتب الادعية الصغيرة. لاحق لأحد في تحوير الحفل او الطعن في المحتوى الاسلامي المقدم رغم انه بئيس.

ليس هناك اسئلة تخص المبدعين والادباء والشعراء، والمتنورين

اغتيال رمزي للثقافة المغربية في ابشع حقد على كل ماهو اجتهاد للعقل الحر.

ينتهي العرس لا تتذكر الا اللحى المسدلة التي منعتك من ابداء مشاعر فرحك بالرقص او الغناء او مشاركة الحضور بنكتة تثير الغبطة

والسرور قبل تناول وجبة العشاء.

المصريون يقولون:”الله يجازي من كان السبب”

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار