جريدة البديل السياسي -بقلم: حليمة صومعي
العام زين”… وقلوب تنزف بصمت
قلم يرى واقعًا طغى عليه النفاق، يحاول أن يكتب بصدقٍ في زمنٍ يُكافأ فيه التزييف.
أيُعقل أن البعض يعاني ويتألم، يبيت على وجع، يصرخ من الداخل، ثم يُطلب منه أن يرقص ويغني؟
أيُعقل أن تُغلق الأفواه التي تنطق بالحقيقة، ويُفسَح المجال لأصوات “العام زين”، وكأن لا فقر، ولا قهر، ولا فساد؟
نحن في زمنٍ تُجمّل فيه الواجهات، وتُصبغ الجدران بالألوان، وتُغطّى التشققات بالبهرجة.
في عمق الأزقة، أرواحٌ تختنق، وعيونٌ جافة من الدموع، وأطفالٌ يفهمون الوجع قبل أن يُجيدوا الحروف.
لكن في الإعلام، وفي الخطب، وفي السهرات الممولة من جيوب المنهكين، كل شيء على ما يرام… بل “العام زين”، وزين بزاف.
أيوة، خليونا مع “العام زين”، كما يقولون، لا تسألوا عن الصحة ولا عن التعليم، ولا عن العاطلين، ولا عن منازل الصفيح.
دعونا نصفق، ونرقص، ونطرب لبرامج ووعود تُعاد كل موسم، وميزانيات تُصرف في اللاشيء، والكل يُغني: “عايشين بخير”.
لكن هذا القلم يأبى إلا أن يكتب، حتى وإن وُصف بالناقد أو السلبي أو “المشوش”.
لأن السكوت عن الألم خيانة، والكتابة عن الحقيقة مقاومة.
كفى تزييفًا، كفى تطبيلا… فمن يعيش الألم، لا تغريه رقصة ولا تسكته موسيقى.
ومن يرى الواقع بعين الحقيقة، لا يقبل أن يُخدر بشعار “العام زين”، بينما الوطن ينزف بصمت
و نكران الذات و التسامح و العيش المشترك و احترام الآخر و تدبير الاختلاف …
، بل فقط بإنصاف حقيقي
تعليقات
0