جريدة البديل السياسي – حليمة صومعي
الطالبة يسرى اتباتو تناقش أطروحة ماستر ببني ملال حول قضايا الهجرة في الإعلام المغربي والفرنسي من منظور نقدي مقارن في جو من الاعتزاز العلمي والتميز الأكاديمي.
ناقشت الطالبة الباحثة يسرَى اتباتو، يوم الثلاثاء 22 يوليوز 2025، أطروحتها لنيل شهادة الماستر في مسلك “الهجرة الدولية، المجال والمجتمع” بـقطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، وسط حضور علمي وشخصي مميز.
اختارت الباحثة أن تخوض في واحد من أكثر المواضيع راهنية وحساسية، ليس فقط في المغرب بل في العالم بأسره: الهجرة. فجاء عنوان أطروحتها لافتًا ومعبرًا: “قضايا الهجرة في الخطاب الصحفي: دراسة مقارنة بين جريدتي Le Matin (المغرب) وLe Figaro (فرنسا) خلال الفترة 2015–2023”، وهو عمل بحثي يتناول بالتحليل النقدي كيف تتناول الصحافة في كل من المغرب وفرنسا قضايا الهجرة، وفق خلفيات سياسية وسياقات ثقافية مختلفة.
تتبعت يسرى اتباتو خطاب الجريدتين خلال ثماني سنوات، وفتحت عدسة نقدية على المفردات والصور والمواقف التي تنتجها وسائل الإعلام حول المهاجرين، وخلصت إلى وجود تباين واضح في التناول الصحفي بين الصحيفتين. فبينما تعتمد Le Figaro خطابًا يغلب عليه الطابع الأمني والتحذيري، تميل Le Matin إلى معالجة أكثر دبلوماسية وإنسانية، وهو ما يعكس، بحسب الباحثة، خلفيات الخط التحريري في كل جريدة، وكذلك طبيعة موقع كل بلد في خارطة الهجرة (بلد استقبال مقابل بلد عبور).
الأطروحة، التي جاءت مدعّمة بأمثلة وتحليل كمي وكيفي دقيق باستعمال برنامج NVivo، أبرزت أن الإعلام لا يعكس فقط واقع الهجرة، بل يساهم أيضًا في تشكيل التصورات عنها، سواء من خلال اللغة، أو من خلال زاوية المعالجة، أو من خلال ما يُقال وما يُخفى.
وقد طرحت الباحثة تساؤلات عميقة حول مسؤولية الصحافة في تشكيل الوعي الجماعي تجاه قضايا مصيرية كالاندماج، واللجوء، والانتماء
. جلسة المناقشة كانت مناسبة للاحتفاء بجهد بحثي امتد لأشهر، وبمقاربة منهجية جدية حظيت بتقدير اللجنة العلمية التي ضمّت الدكتور محسن إدالي (مشرفًا ورئيسًا)، إلى جانب كل من الأساتذة عزيز مزيان، أيمن هيلي، ومحمد أجعون.
وقد عبّر أعضاء اللجنة عن إعجابهم بالجرأة الأكاديمية التي تميز بها العمل، وبالطريقة التي تم بها توظيف النظريات الإعلامية في دراسة موضوع واقعي متشابك الأبعاد.
وبعد نقاش علمي رصين، مُنحت الطالبة يسرَى اتباتو شهادة الماستر، وسط تصفيق الحاضرين وتهاني الزملاء والأساتذة، في لحظة اختلطت فيها فرحة الإنجاز باستشراف المستقبل.
فقد أكدت الباحثة، في كلمة ختامية مؤثرة، أن هذا العمل ليس إلا بداية لمسار بحثي أطول، وأن قضايا الهجرة ستظل بالنسبة لها مجالًا يستحق التعمق والتأمل.
تعليقات
0