الشاعر والناقد ميمون حرش ابن مدينة الناظور في سطور … بقلم الأستاذ جمال الغازي
بقلم الأستاذ جمال الغازي – جريدة البديل السياسي
ميمون حرش هو ناقد وشاعر مغربي من مواليد 1963 بمدينة الناظور.
عاش سي ميمون في وسط ثقافي متنوع، وبدأ مسيرته الدراسية بالمرحلة الابتدائية في مدرسة “لعري ن الشيخ”، وتابع دراسته الإعدادية بمدرسة “المسيرة”، التي التحق بها لاحقا كموظف إداري في قسم الحراسة العامة الخارجية عام 2009.
أكمل دراسته الثانوية في ثانوية “عبد الكريم الخطابي”، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1983، لينتقل بعدها إلى جامعة “محمد الأول” بوجدة، حيث نال شهادة الإجازة في الأدب العربي عام 1987.
تناولت أطروحته الأدبية موضوع “البحر في أعمال حنا مينه”، حيث درس روايتي* الشراع والعاصفة* و*حكاية بحار*. تربط ميمون حرش بالناظور علاقة عميقة، إذ يرى في هذه المدينة “هواء جديدا” يسكن قلبه. كانت الناظور خلال السبعينات والثمانينات تشكل تحديا كبيرا للشباب الباحث عن ذاته في مدينة صغيرة ومنسية.
تحدث حرش عن هذه التجربة قائلا: “في الناظور، كنت مع أقراني نتحدى الظروف لإبراز ذواتنا. عشنا فيها مضطرين، أبطالا صغارا، ولم تكن تعني لنا أكثر من شارع محمد الخامس.
كانت الناظور، بالنسبة لنا، أشبه بفضاء مختصر في هذا الشارع الوحيد الذي كان يشكل قلب المدينة”. كانت جمعية “الانطلاقة الثقافية” بالناظور ملاذا ثقافيا لشباب المدينة المتعطش للمعرفة.
وصف حرش هذه الجمعية بمدرسته الثانية، حيث كان يقضي فيها وقته مستمعا لأغاني مارسيل خليفة وأحمد قعبور، ومتأثرا بأغانٍ تتناول قضايا حقيقية مثل الظلم والقهر. هناك، بدأ حرش ورفاقه يكتشفون قيمة الفن الملتزم، الذي ينقل قضايا الواقع بصراحة وصدق. لم يكن الأدب بالنسبة لميمون حرش مجرد هواية، بل كان جزءا من تكوينه الفكري والوجداني.
استفاد من جلسات ثقافية قدمها نخبة من الأساتذة مثل عمر الحسني وعبد الله حرش، الذين غرسوا في قلبه حب الثقافة والفن الملتزم.
كان لهذه التجربة أثر كبير في صقل وعيه وتفجير طاقاته الأدبية التي ظهرت لاحقاً من خلال أعماله الشعرية والنقدية. بعد تخرجه، عمل حرش في التدريس، ثم انتقل للعمل الإداري. بدأ مسيرته المهنية كأستاذ للتعليم الثانوي الإعدادي في عدة مدارس، ثم تولى مناصب إدارية هامة، حيث عمل في الحراسة العامة الخارجية قبل أن يصبح مديرا لإعدادية “الريف” بإحدادن، ثم مديرا للثانوية الإعدادية “بوعرك” منذ عام 2023.
كان لعمله التربوي والإداري تأثير كبير في تطوير التعليم والثقافة بالمؤسسات التي عمل بها، حيث عُرف بشغفه لتنمية الثقافة وتطوير قدرات الطلبة. حرص ميمون حرش على تطوير إبداعه الأدبي من خلال كتابة القصة القصيرة والمقالات.
حظيت أعماله بتقدير واسع من النقاد والقراء، حيث لاقت كتبه انتشارا، ودرست في عدة جامعات مغربية. في عام 2015، خصصت القناة المغربية الثانية برنامجا لتجربته الأدبية بعنوان “ترمتين”، مما سلط الضوء على جوانب من حياته الإبداعية، وتمت استضافته في لقاءات إذاعية لمناقشة موضوعات أدبية وتربوية. لم يكن حرش مجرد كاتب، بل كان فاعلا ثقافيا نشيطا في الناظور.
شارك في تنسيق عدة مهرجانات للقصة القصيرة جدا بالناظور، وكان له دور هام في تنمية المشهد الثقافي المحلي.
كان عضوا في اتحاد كتاب المغرب، وعضوا في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، كما ساهم في عدة جمعيات ثقافية واجتماعية بالناظور، منها “جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون” التي كان فيها كاتبا عاما، و”جمعية باصو” التي عمل بها رئيسا، و”جمعية أصدقاء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
اشتهر ميمون حرش بإنتاجه الأدبي الذي امتد إلى القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا، والمقالات.
عُرف بقدرته على التعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية بصدق وواقعية، ما جعله أحد أبرز الكتاب في الناظور. في عام 2023، تم اختياره كشخصية مؤثرة في مجال القصة، ليكون بذلك أحد الأسماء المغربية في الأدب المعاصر.
يمثل ميمون حرش حالة أدبية وإنسانية فريدة، حيث جمع بين الحس النقدي والإبداع الأدبي، وبين الانتماء العميق لمدينته والنشاط المجتمعي الذي يسعى إلى تطويرها.
استطاع حرش أن يبصم اسمه في الأدب المغربي من خلال أعماله وكتاباته التي تلامس الواقع وتلامس قلوب القراء، يعيش قضاياه بصدق ويعبر عنها بإبداع.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار