السلطة الرابعة ومهنة المتاعب … نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز
جريدة البديل السياسي – نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز :
الصحافة مهنة نبيلة والاعلام مرآة وواجهة للحضارات ومقياسها وان كانت مهنة الصحافة كما يقولون مهنة المتاعب فلقد اصبحت اليوم مهنة كل المخاطر تقريباً في زمن تريد ان تأخذ السلطة الرابعة مكانها بكل اقتدار فهي في كل مكان في الدول المستقرة وفي الدول التي فيها نزاعات وحروب وتنظيمات ارهابية خاصة عندما يريد تغطية اخبار الاحداث او اخبار الجماعات المعارضة فليس الجميع من الصحفيين يُؤمن لهم الحماية الكاملة.
كذلك فعندما يريد الصحفي ان يكشف كثيراً من الحقائق ويزيل اللثام عن الفساد والمتلاعبين والمتاجرين بمصير الانسان يصبح عرضة للتهديد بشتى اشكاله وانواعه في زمن تنتهك في كثير من المناطق في دول الصراع والنزاعات كل القوانين والاعراف الدولية في ادعاءات متباينة من الاخلال بحقوق الانسان او بالتطرف والارهاب كسبب من اسباب التدخل بتلك المناطق وفي زمن يسود فيه الفساد والانحلال محل الفضيلة والقيم والاخلاق والمبادئ ليصبح الصحفي الحلقة الاضعف في دائرة تلك الصراعات والنزاعات ولتصبح الصحافة في كثير من الاحيان جريمة يتهم الصحفي فيها وطريقاً محفوفاً بالمخاطر كي يتم ابعادها عن الحقيقة بشكل او بآخر.
فالصحافة اولاً واخيراً وجدت لخدمة الحقيقة والديمقراطية وتعتمد على صحفيين وكتاب ونقاد وادباء لديهم حقائق موثقة مع وجود الانضباط المهني فالصحفي اولاً يجب ان يكون شفاف بالنسبة لمصادرة كي يتيح للقارىء فرصة تقييم المعلومات والتحقق منها فالدقة هي الاساس الذي يبني عليه القرار والتقييم والمساءلة والتحليل والنقاش والنقد حتى يتم الاستيضاح للحقيقة.
فالصحافة رقابة على السلطة التنفيذية والمجتمعية الاهلية والصحافة نور هداية لبيان الطريق الصحيح وتؤثر على الرأي العام وهي معالجة لمختلف المواضيع العامة لذلك يجب ان تكون مستقلة ملتزمة ومتعددة ومتنوعة وان يكون هناك مناخ يحمي حرية الصحفيين فالصحافة تؤثر وتتأثر بالمشهد السياسي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ويجب ان يكون للصحفي روح الابداع وتنمية الحس والرؤية المستقبلية من خلال قراءاته ومتابعتة للاحداث فالسياسيون دائماً يعملون على اخفاء الحقيقة لسبب او لآخر.
وعلماء النفس يشيرون الى ان الصحفيين اكثر عرضة الى التوتر والاكتئاب والاجهاد بعد تغطيتهم للاحداث القاسية كالحروب والتفجيرات والعمليات الارهابية والاعتداءات الجنسية وغيرها كذلك تعرضهم للضغوط من مختلف الاتجاهات.
وبحسب المفوضية العليا للامم المتحدة تعتبر مهنة الصحافة اخطر المهن في العالم والصحفي يجب ان يلتزم الحيادية وان يكون ذو سلوك مهني يتحتذى به ليساعد في بناء مجتمع سليم بعيداً عن التشنجات والمصالح والمكتسبات الخاصة وبعيداً عن منصات التلاعب والاقلام المجيرة لتبقى الصحافة باباً للثقة وميدان المثابرة والابداع والابتكار وليس القلق النفسي والمتاعب العملية والمهنية وعدم الاستقرار..
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار