الدبلوماسية الموازية: جولة الأمين العام للحزب المغربي الحر في البرتغال وتعزيز الدعم الدولي لقضية الصحراء المغربية.
جريدة البديل السياسي
بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، قام الأمين العام للحزب المغربي الحر، السيد إسحاق شارية، بجولة دبلوماسية استراتيجية في العاصمة البرتغالية لشبونة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات المغربية البرتغالية، وتوسيع دائرة الدعم الدولي لقضية الصحراء المغربية.
هذه الجولة لم تقتصر فقط على تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين، بل شكلت أيضاً فرصة لفتح نقاشات معمقة مع شخصيات سياسية وبرلمانية برتغالية حول قضايا استراتيجية تهم مستقبل العلاقات بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي.
الهدف الاستراتيجي: تعزيز الدعم لقضية الصحراء المغربية جاءت جولة الأمين العام للحزب المغربي الحر في وقت حساس على مستوى الدبلوماسية الدولية، حيث كان الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو تسليط الضوء على قضية الصحراء المغربية في المحافل البرتغالية والأوروبية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقد شهدت الجولة سلسلة من اللقاءات السياسية الهامة التي تمحورت حول أهمية تعزيز الدعم البرلماني والدبلوماسي لقضية الصحراء، وهي القضية الوطنية المركزية للمغرب التي لطالما شكلت محور السياسة الخارجية للمملكة.
. في لشبونة: لقاءات استراتيجية لدعم القضية الوطنية في مستهل جولته، التقى الأمين العام للحزب المغربي الحر، السيد إسحاق شارية، مع السيد إدواردو تيكسيرا، القيادي البارز في حزب شيغا البرتغالي ورئيس تكتل برلمانيي الاتحاد من أجل المتوسط. هذا اللقاء لم يكن مجرد لقاء تقليدي، بل كان بمثابة فرصة لتبادل وجهات النظر حول قضية الصحراء المغربية في إطار الدعم البرلماني الدولي.
إذ تركز النقاش على آفاق دعم الأحزاب الأوروبية لمواقف المغرب في هذا الملف، وإيجاد آليات جديدة لتعزيز التضامن الدولي في مواجهة تحديات النزاع المفتعل حول الصحراء. وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء قد تميز بتبادل الهدايا الرمزية، حيث قدم السيد تيكسيرا كتاباً حول مواقف حزبه الاقتصادية والسياسية، بينما أهدى الأمين العام للحزب المغربي الحر كتاباً حول قضية الصحراء المغربية وقميصاً للمنتخب المغربي يحمل خريطة المملكة بأكملها، في رسالة واضحة عن وحدة التراب الوطني وأهمية الدفاع عن حقوق المغرب في هذا السياق.
اللقاءات البرلمانية: تعزيز التعاون ودعم المواقف المشتركة في 8 نونبر 2024، تابع الأمين العام جولته بزيارة البرلمان البرتغالي حيث عقد اجتماعاً مهماً مع السيد جورجي جالفياس، نائب رئيس فريق حزب شيغا البرلماني، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، مع التأكيد على ضرورة دعم قضية الصحراء المغربية على الصعيد البرلماني الأوروبي. وقد تم الاتفاق على أن توحيد الجهود بين الأحزاب البرتغالية المختلفة، خاصة في الملف الصحراوي، سيساهم في تحسين وضع المغرب على الساحة الدولية.
كما أجرى الأمين العام لقاءً آخر مع السيد سالفادور مالييرو، رئيس الفريق البرلماني لحزب PSD الحاكم، حيث تم النقاش حول توحيد مواقف الحزبين المتباينين في دعم موقف المغرب بشأن قضية الصحراء.
هذه النقاشات تعد علامة فارقة في تعزيز التنسيق بين الأحزاب السياسية البرتغالية وتفعيل دعم البرلمانات الأوروبية لمواقف المملكة.
بورتو: فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي في مرحلة متقدمة من جولته، توجه الأمين العام إلى مدينة بورتو حيث التقى السيدة كاتارينا سانتوس كونا، نائبة رئيس بلدية بورتو والمسؤولة عن العلاقات الدولية.
وقد تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار، وخاصة في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والسياحة، بما في ذلك الفرص الاقتصادية المتاحة في الصحراء المغربية.
وهذا التعاون يعد ركيزة أساسية لتطوير الاقتصادات المحلية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق. كما تم التركيز على أهمية التعاون الثقافي بين المغرب والبرتغال، خاصة في إطار التحضيرات المشتركة لكأس العالم 2030، التي ستجمع بين المغرب والبرتغال وإسبانيا. هذه التظاهرة الرياضية ستكون مناسبة هامة لتعزيز العلاقة بين الشعوب وتوسيع دائرة الدعم الدولي لمواقف المغرب.
مؤسسة الإمبراطور كارلوس الأول: تعزيز الحوار الثقافي في خطوة تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات، التقى الأمين العام مع السيد مانويل ماتياس، رئيس معهد الإمبراطور كارلوس الأول، الذي يُعنى بالحفاظ على الهوية الثقافية واحترام الأديان في أوروبا.
هذا اللقاء يُعد مهماً في إطار توسيع الفضاءات الثقافية المشتركة بين البلدين، وتأكيد أهمية الحوار الحضاري في تعزيز التعاون الدولي.
اللقاء مع التعاونيات: فرص اقتصادية واعدة اختتمت الجولة بلقاء مع السيد باولو خورخي تيكسيرا، رئيس مؤسسة Portuense Coop، وهي أكبر تجمع للتعاونيات في العالم. تمحور اللقاء حول إمكانيات التعاون بين التعاونيات المغربية ونظيراتها البرتغالية في مجالات الفلاحة والصناعات التقليدية.
هذا التعاون سيكون له أثر كبير على تعزيز التنسيق بين قطاعات الاقتصاد المحلي في المغرب، خصوصاً في الأقاليم الجنوبية، التي تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي لتنمية قطاعاتها الاقتصادية.
البعد الاستراتيجي للدبلوماسية الموازية إن هذه الجولة تمثل نموذجاً حيّاً للدبلوماسية الموازية، التي تساهم بشكل فاعل في دعم القضايا العادلة، خاصة قضية الصحراء المغربية.
من خلال هذه اللقاءات، يؤكد الحزب المغربي الحر على دور الأحزاب السياسية في تعزيز مواقف بلادها في المحافل الدولية، ليس فقط عبر القنوات الرسمية، بل عبر التعاون الدبلوماسي المباشر مع مختلف القوى السياسية حول العالم.
كما أن هذه اللقاءات تساهم في تعزيز مكانة المغرب على الساحة الأوروبية، وتوضيح موقفه الثابت من قضية الصحراء المغربية، ويعكس التنسيق الدائم مع البرلمانات الأوروبية في هذا الصدد
. دعم مستمر للقضايا الوطنية في الختام، تعتبر هذه الجولة خطوة استراتيجية هامة
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار