البديل الاقتصادي

البصل يدمع عيون المزارعين بعد انخفاض أثمانه الى أدنى المستويات

جريدة البديل السياسي المغربية : فؤاد جوهر:

 

 بعد الضجة اﻹعلامية التي خلقتها مادة البصل في السنوات القليلة الماضية، والتي ارتفع ثمنها الى مستويات قياسية فاقت سعر الفواكه، وبلغت 18 درهم للكيلوغرام الواحد، فإن هذه السنة وعكس كل التوقعات، وعكس ما كان ينتظره الفلاحون، صار البصل يبكيهم بعدما انخفض ثمنه بالجملة الى 25 سنتيم للكيلوغرام، وبذلك تكبد المزارعون خصوصا في اقليم الحاجب والنواحي وهي الجهة الرائدة على الصعيد الوطني، والمعروفة بإنتاج أفضل أنواع البصل خسائر بالجملة أدت الى افلاس البعض منهم، فأصبحوا من أفقر المغاربة في هذه الأيام التي تسمى عند أهل المنطقة بأيام "الحصلة" بعدما كانوا أغنى المغاربة أيام "البصلة". ويعيش المزارعين بهذه المناطق المنتجة للبصل مأساة حقيقية عقب وقوعهم في خسائر فادحة ناتجة عن اﻹنخفاض الشديد في أسعار البصل، مقارنة بتكلفة انتاجه، وتكبيدهم خسائر بسبب تراكم الديون. حالة من القلق والتوتر يسيطر على جميع مزارعي البصل هذا الموسم، خصوصا بعد غلق أبواب التصدير الى أسواق دول جنوب الصحراء، نتيجة الركود التجاري الذي تعرفه هذه الأسواق اﻹفريقية، والمحفوفة بالمخاطر. وهذا ما يزيد من حدة الأزمة التي زرعت اليأس بين المزارعين المغاربة. يقول "ابراهيم العيد" وهو فلاح من منطقة الحاجب، ل"جريدة البديل السياسي" أن هناك انخفاض وتدني في سعر البصل، ويكبدنا المزيد من الخسائر والديون المتراكمة. ويضيف بنبرة حزينة لنا، أفكر صراحة حاليا من التخلص من أرض أجدادي، وبيعها وشراء شقة سكنية في صفرو، وأرتاح في بيتي بعيدا عن المغامرات المجهولة العواقب، والتي لا تأتي بشيئ، ويضيف هذه المرة بنبرة فيها حزم وعصبية، لماذا لا يتم تنظيم هذا المنتوج وتصدير محصولنا الى خارج المغرب بعد اﻹنخفاض المهول في سعر البصل. بينما قال "بوشتة بن ادريس" وهو من نفس القرية ل"جريدة البديل السياسي"

 

 

 

بعدما ربينا أولادنا من الزراعة عموما، يبدو أن الوقت الحالي أصبحت فيه الزراعة لا تأتي حتى بكلفة انتاجها، فما بالك بالأرباح، ويضيف بصوت عالي وفيه تشنج، كيف سنشجع أبنائنا على الزراعة وهي لا تعطينا شيئا ووزارة الفلاحة لا تقدم لنا شيئ. وأمام هذا اليأس الذي يعاني به مزارعي مادة البصل، وانخفاضه الى أدنى مستوياته في السوق المغربية، سألت "جريدة البديل السياسي " اطار في وزارة الفلاحة، وأكد لنا بأن الوزارة لا دخل لها بالموضوع، وأن انخفاض وتدني سعر البصل راجع الى الزيادة في زراعة هذا المنتوج التي تم زرعها بكميات مضاعفة، ما أدى الى اغراق السوق الوطنية بالمادة، وكنتيجة حتمية لتلك الوفرة، فإن أسعاره انخفضت الى مستويات قياسية. وفي سؤال ل"جريدة البديل السياسي " حول امكانية قيام وزارة الفلاحة بدور التوعية للفلاحين، أكد أن القطاع الوصي لا تجبر المزارعين بزراعة منتوجات معينة أو محددة، مشيرا الى أن الفلاح اذا كان هناك منتوج عليه إقبال، وزاد سعره في الموسم الحالي، يباشر الفلاحين في العام المقبل ويزرعون نفس المحصول الذي كان سعره مرتفعا، فيتم اغراق الأسواق بها، وهذا انعكاس طبيعي ﻹنخفاض سعر المحصول.

   

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار