إنما الأعمال بالمواسم … نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز
إنما الأعمال بالمواسم ؟! نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز
سؤال اللمسؤولين
لا تزال تحتفظ ذاكرتي بذلك المشهد الحي \ المخجل لأيام حضي به إقليم الناظور بتلك الزيارة المولوية السامية, وهو يتفقد أحوال رعاياه , أحسست فعلا بالخجل وأنا أرى المسؤولين بهذه الأقاليم, وعلى بعد أيام معدودات من الزيارة الملكية يصارعون الزمن ويسارعون وفق حركات مكوكية ليبدوا زينة هذه المدينة ويظهروا مفاتنها..
هكذا رأينا عمليات واسعة للتزفيت لكن بشكل مزيف هنا وهناك, تزفيت لشوارع رئيسية قد يمر منها الموكب الملكي بملأ الحفر الموجودة بها وتسويتها وكذا تزفيت بعض أمتار من الشوارع بل الأزقة المرتبطة بالشارع الرئيسي إنها فعلا نموذج مثالي لتنمية مزيفة (على عيون الناس), وسيرا على هذا المنوال رأينا كيف ولدت ساحات خضراء في مداخل المدينة وداخلها وعلى جنبات الشوارع – بين عشية وضحاها- بنباتاتها وزهورها وأشجارها العالية المورقة لتجهض بعض حين وتضير هشيما تذروه الرياح كأننا أمام حلم انقضت مشاهده بعد الاستفاقة من النوم…المهم لقد أصبحنا نجتر مآسي تلو أخرى وأصبحنا ضحية ممارسات نفاقية لا مسؤولة نؤدي ثمنها باهظا حتى أصبح الجميع مرضى بالاكتئاب لا فرق في ذلك بين الإنسان الذي أجهض على حقه في أن ينعم بمدينة يسودها النظام ويطبعها الحسن وبين الطبيعة التي حرمت من حقها في الحيات فشاخت أشجارها في مهدها كما أجهضت نباتاتها وزهورها.
وتكرر هذه الهستيريا في سلوك ( المصلحين ) كلما دنونا من ساعة الانتخابات فلذلك رأينا الأمم من حولنا كيف بادر هؤلاء من غير حياء ولا حشمة بعد سنين من النوم العميق إلى التظاهر بالعمل والاستنفار لخدمة (المواطنين) والدفاع عن قضاياهم المصيرية!؟ (صنبور ماء, مشكل الوادي الحار, تزفيت مغشوش لشوارع محفرة), تزلفنا لنيل أصواتهم التي ستخول لهم تسنم مراقي عالية محصنين مكرمين وعلى هموم الشعب متفرجين …إنما سيادة لا مثيل لها تمجها عدالة القوانين الوضعية, وتمقتها سماحة التعاليم الإسلامية…
ليست هذه المعطيات المخزية بعازبة عن ذهن أحد فالكل يعرفها ويعيشها في حياته اليومية. فالعمل لدى المسؤولين أضحى بالمواسم. وسيرا منا على هذه القاعدة جاءت كتابة هذا المقال الذي تعمدت كتابته خلال موسم أمطار الخير لعل العاملين من (المصلحين) بالمواسم يتعضون بما تقدمه لهم أمطار الخير من دروس قد تكون تنبيهات إلهية لمقارباتهم المزيفة الفاشلة لتنمية مدنهم التي تغرق في الأزبال والأحوال والأتربة كما يفرق أهلها في الجهل والأمية, جهل بالحقوق والواجبات. وبهذه المناسبة أيضا مناسبة أمطار الخير التي تتهاطل على بلادنا نساءل المسؤولين بعد أن شهدنا عملية تزفيت خلال الأعوام الماضية لبعض الشوارع والأزقة ما مصير ما تبقى من الشوارع التي تنتظر التزفيت على أحر من الجمر والإشارة والتخصيص على الشارع( ؟ ) الذي يربط بين المدن , سيما وأنه يخفف من حدة حوادث السير .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار