جريدة البديل السياسي |البديل الوطني

إقليم الجديدة: موسم مولاي عبد الله أمغار 2025: تعبئة شاملة لنجاح نسخة استثنائية بين الآمال والتحديات .

518896745_1452957559172613_6752354583810242061_n

جريدة البديل السياسي – نور الدين عمار.

في أجواء يسودها الحماس والانخراط الواسع، احتضن فضاء “قصر لحلو” بمنطقة سيدي بوزيد، مساء الخميس 24 يوليوز 2025، ندوة صحفية متميزة خصصت للكشف عن تفاصيل الاستعدادات المكثفة لتنظيم موسم مولاي عبد الله أمغار، أحد أعرق وأهم التظاهرات الدينية والثقافية بالمملكة، والمنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

شهدت الندوة حضور شخصيات بارزة في المشهد المحلي والوطني، في مقدمتهم السيد مولاي المهدي الفاطمي، رئيس جماعة مولاي عبد الله، إلى جانب فاعلين من مختلف القطاعات، ممثلين عن الإعلام، ومكونات من المجتمع المدني.

وقد أكد السيد الفاطمي أن النسخة الحالية من الموسم تجسد رغبة جماعية في جعل هذا الحدث واجهة مشرفة للتراث المغربي الأصيل، وأداة لدفع التنمية المحلية عبر السياحة والتجارة والصناعة التقليدية. من جهته، أكد السيد عبد الجبار بلحرشة، مدير شركة “FILAT DISTRIBUTION”، أن نسخة 2025 ستعرف تحسينات ملحوظة على المستويات التقنية واللوجستيكية، بهدف تقديم تجربة تنظيمية متكاملة تحترم معايير السلامة، الراحة وجودة الاستقبال، مما يعكس النضج المهني في تدبير التظاهرات الكبرى.

أما السيد غيث، رئيس الاتحاد الإقليمي لجمعيات الفروسية التقليدية، فقد أشار إلى الاستعداد الكامل “للسربات” المشاركة، التي ستقدم عروضا متميزة في فن التبوريدة، تعكس مكانة الفرس المغربي، خصوصاً العربي-البربري، وأهمية التكوين والتأطير في ضمان تقديم فرجة راقية وآمنة.

خلال الندوة، تم التوقف عند عدد من الإشارات الإيجابية التي تؤكد الطابع المميز لنسخة هذه السنة، من بينها: الانطلاق المبكر للتحضيرات اللوجستية، التي شهدت تنسيقًا فعّالًا بين مختلف المصالح والجهات المعنية. برمجة ثقافية وفنية متنوعة، تجمع بين الأنشطة الدينية، عروض التبوريدة، والفنون الشعبية، ما يجعل الموسم فضاءً جاذبًا لمختلف الشرائح. تشجيع الاقتصاد المحلي، من خلال دعم التعاونيات والحرفيين لعرض منتجاتهم، بما يسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية.

الاهتمام بالجانب البيئي عبر شراكات مع شركات النظافة ومبادرات تطوعية شبابية تهدف إلى الحفاظ على جمالية ونظافة الفضاءات

. بعض التحديات المطروحة ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تم التطرق خلال النقاش إلى بعض الجوانب التي ما زالت في حاجة إلى مزيد من التحسين، في أفق تحقيق تنظيم متكامل يرقى إلى طموحات الزوار والمنظمين على حد سواء.

من بين هذه النقاط: البنية التحتية ببعض المناطق المحيطة لا تزال تتطلب مزيدًا من التطوير، خاصة فيما يتعلق بالطرقات والمرافق الصحية. الترويج الإعلامي الرقمي يحتاج إلى مزيد من التعزيز، بما يواكب مكانة الموسم ويعزز إشعاعه على المستويين الوطني والدولي.

تدبير الحشود خلال فترات الذروة يستدعي تخطيطًا محكمًا لضمان انسيابية الحركة وسلامة الجميع.

مسألة الدعم المالي لا تزال محل نقاش، حيث يرى البعض أن حجم الموسم وأهميته يستحقان مساهمات أكبر من بعض المؤسسات الوطنية.

انفتاح على المقترحات وتوجه نحو التطوير في ختام اللقاء، جدد السيد مولاي المهدي الفاطمي التأكيد على انفتاح جماعة مولاي عبد الله على كل الآراء والملاحظات البناءة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو تنظيم موسم يليق بتاريخه العريق، ويعكس روح التطوير والانفتاح، دون المساس بأصالته.

كما دعا إلى تعزيز التعاون مع مختلف الشركاء، خاصة في الجانب الإعلامي، من أجل تقوية الحضور الاتصالي للموسم.

يبقى موسم مولاي عبد الله أمغار مناسبة سنوية فريدة تجسد تنوع التقاليد المغربية وغناها، وتقدم نموذجًا حيًا للتفاعل بين الموروث الثقافي وروح العصر. نسخة 2025 تحمل آمالًا كبيرة في أن تكون من أبرز المحطات في تاريخ هذا الموسم، عبر تضافر الجهود ومعالجة التحديات بما يليق بقيمته ومكانته.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي