إقليم الجديدة: “خطر جديد يهدد صحة المواطنين: أجهزة استقطاب الإشارات تُعَرِّض الساكنة لأمراض فتاكة وتفاقم الأعباء على الدولة.
نورالدين عمار – جريدة البديل السياسي.
في مشهد مروع، وفي يوم الإثنين الذي يتزامن مع ذكرى عيد الاستقلال المجيد، يواصل أحد المواطنين في منطقة نسيم جوهرة الحوزية بإقليم الجديدة تنفيذ مشروعة المثير للجدل.
هذا المواطن، الذي يوشك على إتمام بناء فيلته، قرر استغلال أشغال البناء لتثبيت دعامات غريبة، تبين لاحقًا أنها لتثبيت جهاز استقطاب إشارات الهاتف المحمول، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا على صحة الساكنة.
هذا الجهاز، الذي يعمل على تقوية إشارات الشبكات المحمولة، قد يصبح مصدرًا لمخاطر صحية ضخمة تهدد حياة العشرات بل المئات من المواطنين. كارثة صحية وبيئية في الأفق إذا كانت هذه الأجهزة قد تكون مفيدة لبعض الأفراد في تحسين جودة اتصالهم بالإنترنت والهاتف المحمول، فإنها تحمل في طياتها كارثة صحية قد تؤثر على مئات الأسر.
تقارير علمية وطبية متزايدة تشير إلى أن الإشعاعات المنبعثة من هذه الأجهزة قد تؤدي إلى أمراض فتاكة، مثل السرطان، واضطرابات الجهاز العصبي، وفقدان المناعة، بالإضافة إلى تأثيرها المدمر على النوم والصحة النفسية للمواطنين.
ما يثير القلق أكثر هو أن هذه الأجهزة، وفي غياب الضوابط الصارمة، قد تُنصب في أماكن غير مأهولة بالرقابة، ما يعرض المواطنين لمستويات عالية من الإشعاعات دون علمهم أو رغبتهم. وحسب شهادات السكان، فإن صاحب الفيلا، الذي يتجاهل كل محاولات التواصل مع السكان، لا يبدو مكترثًا لهذه المخاطر، بل يُصر على متابعة بناء جهازه المثير للجدل. الفساد والنفوذ: من يحمي هذا الشخص؟
في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من الأضرار الصحية، يظهر دور النفوذ في تسهيل هذه العمليات.
سكان المنطقة يؤكدون أن صاحب الفيلا يستقوي ببعض النفوذ حسب تصريحه لبعض الساكنة وبمنصبه التقني في جماعة أولاد عيسى، وهو ما يفتح باب الشكوك حول التواطؤ المحتمل بينه وبين بعض الأطراف التي تحميه وتغض الطرف عن تصرفاته غير القانونية. من يملك القوة في هذه المنطقة؟ من يحميه من المحاسبة؟ هذه الأسئلة تظل بلا إجابة، بينما المواطنون يدفعون ثمن التراخي في تطبيق القانون.
أعباء صحية ومالية ستثقل كاهل الدولة ما يفاقم المأساة هو أن الأضرار الصحية التي قد تنجم عن هذه الأجهزة لن تقتصر على المواطنين فقط، بل ستتحمل الدولة أيضًا العبء الثقيل. زيادة أعداد المرضى جراء هذه الإشعاعات ستؤدي إلى تفاقم الضغط على المنظومة الصحية المتوترة أصلاً، في وقت تعاني فيه الدولة من نقص في الموارد.
سيتعين على السلطات العامة أن تواجه موجة من الأمراض المرتبطة بهذه الأجهزة، وهو ما يعني تكاليف باهظة على المدى البعيد، سواء في علاج المصابين أو في مواجهة مطالب المواطنين الذين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما قد يصبح تهديدًا خطيرًا لسلامتهم.
التحرك الفوري في هذا الصدد قامت السلطات المحلية والجماعية بسرعة لتوقيف هذه الأشغال الخطيرة فورًا،فور علمها بالحادث وهذا ما قامت به السلطة المحلية والجماعة الترابية بالحوزية . يجب أن يتم التحقيق في موضوع النفوذ والتواطؤ المحتملين بشكل جاد، وألا يُسمح لأي فرد بالتلاعب بالقوانين على حساب صحة الناس.
يجب أن يتم فرض الرقابة الصارمة على تركيب هذه الأجهزة، والتأكد من التزام الجميع بالإجراءات القانونية المقررة. إن السكوت عن هذه الانتهاكات هو بمثابة حكم بالإعدام على صحة المواطنين، وزيادة عبء آخر على كاهل الدولة.
خطر لا بد من مواجهته إن تجاهل هذا الوضع يعرض حياة آلاف المواطنين للخطر، ويزيد من الأعباء الصحية والمالية التي لا مفر منها. فهل ستظل السلطات صامتة أمام هذا الخطر الداهم؟
هل سيستمر هذا التواطؤ والتراخي الذي يهدد حياة الأبرياء؟ لننتظر ونرى ما إذا كان القانون سيأخذ مجراه، أم أن هذا الوضع المأساوي سيظل بلا حل.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار