جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

إعلام جهة بني ملال.. بين وعود مكسورة وصمت يقتل المهنة.

téléchargement (7)

جريدة البديل السياسي – بقلم :حليمة صومعي .

الإعلام ليس ترفاً، بل ركيزة أساسية في أي مجتمع يسعى إلى التنمية والشفافية. ومع ذلك، يعيش الإعلام المحلي بجهة بني ملال خنيفرة وضعاً مأساوياً؛ تهميش ممنهج وإقصاء متعمد جعل المراسلين والصحافيين يدورون في حلقة مفرغة، خارج حسابات المؤسسات والهيئات الرسمية، بعيداً عن اللقاءات والندوات والدورات التي يُفترض أن يكونوا طرفاً أساسياً فيها.

قبل شهور، أطلق عادل بركات، رئيس الجهة، تصريحاً تعهّد فيه بدعم المراسلين المحليين والبحث عن صيغة منصفة لهم. يومها استقبل الصحفيون الخبر بكثير من الأمل، لكن سرعان ما تبخّر كل شيء، ليتضح أن الوعد لم يكن سوى إضافة جديدة إلى سجل طويل من الوعود المكسورة التي تطبع المشهد بالجهة.

والأدهى من ذلك أن هذا الإقصاء يمرّ في صمت مطبق؛ لا صوت للمجتمع المدني، ولا موقف للسياسيين، ولا مبادرة من الهيئات المهنية.

الجميع يتفرج وكأن تغييب الإعلام لا يستحق حتى النقاش.

النتيجة أن الصحفي المحلي أصبح مجرد متفرج على قضايا الجهة، بدل أن يكون فاعلاً ومواكباً ومراقباً. السؤال الجوهري هنا: من له مصلحة في إسكات الإعلام المحلي؟

ومن يخاف من صوت الصحفيين بجهة بني ملال؟ إن هذه الجهة، التي عاشت طويلاً على وقع المشاريع المؤجلة والبرامج المجهضة، لن تستعيد عافيتها من دون إعلام قوي ومواكب.

إعادة الاعتبار لهذا القطاع ليست ترفاً سياسياً، بل شرطاً أساسياً لإعادة الثقة وفتح المجال أمام تنمية حقيقية.

لقد آن الأوان لقرار شجاع يُنصف الإعلام المحلي ويخرجه من دائرة التهميش، فبني ملال لا يمكن أن تبقى رهينة صمت القبور ووعود لا تأتي أبداً.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي