جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

إذا ظهر في طعم الخبز مذلة، فمن الكرامة أن نموت جوعا.

500732739_1436837490639249_5811068434638767396_n

جريدة البديل السياسي – رشيد اخراز جرادة

 

بهذه العبارة القاسية، الصادقة، تُختصر مأساة إنسانية عميقة تتجاوز مجرد الاحتياج المادي.

فهل تُشترى الكرامة؟ مقابل كسرة خبز؟

في مدينتنا ، تتزايد يومًا بعد يوم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وتدفع بالكثيرين إلى قبول ما لا يُقبل، فقط من أجل البقاء. ولكن، أي بقاء هذا إذا جاء على حساب كرامتنا؟

الكرامة ليست ترفًا، ولا شعارًا فارغًا. إنها جوهر الإنسان، ركيزة وجوده، وحده الذي يمنحه الإحساس الحقيقي بقيمته.

حين تتحول لقمة العيش إلى وسيلة إذلال، تصبح المجاعة أهون من الخنوع.

ليس لأن الجوع مستحب، بل لأن الذل لا يُحتمل.

في خضم واقع مرير، تتعدد فيه صور الاستغلال، نجد من يُرغم على العمل في ظروف لا إنسانية، ومن يُجبر على السكوت عن الظلم ليحافظ على وظيفة أو راتب بالكاد يكفيه.

هنا، يُصبح السؤال مشروعًا: ما ثمن الكرامة؟ وهل الجوع وحده يُخيفنا؟

هذا المقال ليس دعوة للمعاناة، بل دعوة للوعي. دعوة لرفض من يستغل حاجات الناس لفرض الإذلال عليهم. دعوة لإعادة الاعتبار لقيمة الإنسان، لكرامته، لحقه في أن يعيش لا مجرد أن ينجو.

المطلوب اليوم أن تعود الكرامة معيارًا للعيش الكريم، وأن تكون حقوق الإنسان غير قابلة للمساومة، لا تُباع ولا تُشترى، حتى ولو كان الثمن الجوع.

إن الجائع لا يحتاج فقط إلى طعام، بل إلى مجتمع لا يُهينه ، إلى وطن يُنصفه.

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي