أنقذوا أبناء هذا الوطن من الموت في البحر
جريدة البديل السياسي .كوم : عبد العظيم بنبلال
إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اجتماعية خطيرة وهي ظاهرة التهجير الجماعي لفئات حالمة بواقع إقتصادي بديل، هذه الظاهرة التي أصبحت مشكلة حية وحساسة . مشكلة حية من خلال الوقائع المأساوية التي نشاهدها في مقاطع الفيديو المنتشرة عبر الوسائط الإجتماعية و مشكلة حساسة لانها تمس جميع الأسر المغربية بحيث أصبحت الظاهرة لا تقتصر على فئة معينة،بل أصبحت كلمة الحريك على لسان كل الفئات العمرية،ما يتطلب تدخل من كل القوى الحية في هذا الوطن،لمعرفة مكامن الخلل،ومعالجة الأوضاع الإجتماعية،نتيجة تراكمات عديدة،لكن أن يتبدل مفهوم الهجرة السرية إلى الهجرة العلنية،يمكننا أن نطرح مجموعة من التساؤلات لتعقد هذه الظاهرة وانتشارها الواسع في وطننا وما تثيره من إشكالات حساسة على الإستقرار الأمني في المناطق الحدودية، فهي تستلزم دراسة موضوعية لعوامل،وداوفع،ومسببات هذه الظاهرة،حيث يعتبر الكثير من الباحثين أن السبب الرئيسي للهجرة السرية يكمن في غياب التوازن الاقتصادي على المستوى الدولي، والذي يساهم في توسيع الهوة بين البلدان المتقدمة والبلدان السائرة في طريق النمو. وبالتالي تصبح المناطق الغنية من العالم أقطابا هامة لجلب الأعداد الهائلة من المهاجرين السريين الراغبين في الاستفادة من الرفاهية والتطور، حيث يقدم الإعلام الصورة المثالية للعيش الكريم والرفاهية و حقوق الإنسان وهذا ما يرفع رغبتهم في الهجرة بأي طريقة كانت،ساهم بظهور شبكات متخصصة في الهجرة السرية تستغل الظروف الصعبة التي تعيشها مختلف شرائح المجتمع المغربي وتجمع من ورائهم مبالغ مالية طائلة بعد إغرائهم في ترحيلهم إلى الضفة الأخرى أو جنة الفردوس،لتحقيق الطموح المادي،حيث أصبحت الشواطئ الشمالية للملكة المغربية تعرف يوميا محاولات للهجرة و أصبحنا نرى لعبة طوم و جيري بين مافيا تهريب البشر و الأجهزة الأمنية،وهذا ظاهر من خلال المحاولات التي تتم إحباطها في الأونة الأخيرة، ناهيك عن جثث و أعضاء بشرية تخرج في بعض الشواطئ أخرها يد إنسان لفظ بها،شاطئ ريفيين بمدينة الفنيدق الحدودية،و الزورق المطاطي في شاطئ مرتيل،حيث أنه أصبحت رمال شواطئ الفنيدق،مرتيل،بليونش،عبارة عن قاعات إنتظار،شباب يائس ينتظر إنطلت عليه كذبة فانطوم سيدي قنقوش،كما إنطلت عليه كذبة كنز سرغينة.إلى متى سيستمر هذا النزيف الجماعي، الذي يعطي صورة قاتمة على وطننا،لكن يبقى السؤال العريض الذي يطرح لماذا مؤسسات الدولة تلتزم الصمت،؟تاركت هذا الهجوم الكاسح على الشواطئ الشمالية،غير مبالية بمصير أبناء هذا الوطن الذي ينتظر الخلاص الذي تقدمه لهم الفنطوم الشبح التي باثت مثل المهدي المنتظر .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار