جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

بين الانتماء الحزبي والتعصب الأعمى…بقلم الأستاذ جمال الغازي

582-1

جريدة البديل السياسي – بقلم الأستاذ جمال الغازي

 

بين الانتماء الحزبي والتعصب الأعمى

في المشهد السياسي الراهن، يختلط أحيانا معنى الانتماء الحزبي بالولاء الأعمى، فتضيع الفوارق بين المبدأ والشعار، وبين الالتزام والمسار. غير أن التمييز بينهما يظل أساسياً لفهم طبيعة الحياة السياسية وأفقها.

فالانتماء إلى حزب سياسي، في جوهره، هو فعل مسؤولية قبل أن يكون مجرد اصطفاف.

إنه تعبير عن قناعة فكرية وإيمان بقدرة العمل الجماعي على خدمة الصالح العام. بهذا المعنى، يحمل المنتمي حزبه على عاتقه كما يحمل قيما سامية يسعى لنصرة الحق، ويشارك في صناعة القرار بروح نقدية بنّاءة. هنا يتحول الحزب إلى مدرسة- كما اكرر دائما- للممارسة الديمقراطية، لا مجرد واجهة انتخابية.

أما حين يتجاوز الانتماء حدوده ليغدو تعصبا، يصبح الحزب مرجعية مطلقة لا تُناقش.

في هذه الحالة يُغيب العقل النقدي، وتُسحق القيم تحت أقدام الولاء الأعمى، ويختزل الأعضاء دورهم في ترديد عبارة “سمعنا وأطعنا”. لا يضر ذلك الحزب وحده، بل يفرغ الحياة السياسية من مضمونها، ويفتح الباب أمام الجمود والانغلاق.

إن الفرق بين الانتماء والتعصب ليس لغويا فحسب كما يعتقد البعض ، بل هو الفارق بين السياسة كأداة إصلاح وبناء، والسياسة كأداة سيطرة وتبعية وتقديس. وحين يسود النموذج الأول، تصبح الأحزاب رافعة للديمقراطية ومختبرا للأفكار وللابداع؛ أما حين يهيمن الثاني، تتحول الأحزاب إلى عبء على الدولة والمجتمع ويتهرب منها المواطن.

الحياة السياسية السليمة لا تقوم على الطاعة المطلقة، بل على النقد المسؤول، وعلى قدرة الأحزاب في احتضان التعددية واحترام القيم التي تسبق وتعلو على كل انتماء.

ذلك وحده ما يجعل العمل الحزبي إضافة نوعية، لا مجرد تكرار عقيم لشعارات محفوظة. فهل استفدنا من التجارب السابقة والاخرى العالمية. وتبقى وجهة نظر بويموناس جمال

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي