سميرة قريشي – جريدة البديل السياسي
في غياب تام لأي تدخل فعال من طرف السلطات المحلية، تشهد الضيعات الفلاحية الواقعة بنفوذ جماعة اولاد ستوت اقليم الناظور زحفا متسارعا للبناء العشوائي، ما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل هذه الأراضي التي طالما شكلت جزءا من الرئة الفلاحية للمنطقة.
ففي الأسابيع الأخيرة، رُصدت حالات متعددة لبنايات عشوائية تنمو كالفطر داخل الحقول والبساتين، دون احترام للمساطر القانونية المتعلقة بالبناء والتعمير.
ويبدو أن غياب المراقبة أو التساهل معها، بات يشكل بيئة حاضنة لتفشي التجزيء السري، ما ينذر بتحول الضيعات إلى دواوير حديثة النشأة، تفرض واقعاً عمرانياً فوضوياً على الجغرافيا المحلية.
عدد من الفاعلين المحليين والساكنة عبّروا عن قلقهم من هذه الظاهرة، التي لا تقتصر تبعاتها على تشويه المشهد العمراني فحسب، بل تهدد أيضاً الأمن الغذائي المحلي نتيجة تقلص المساحات الفلاحية وتحويلها إلى كتل إسمنتية.
وفي ظل هذه التطورات، يطرح المتتبعون أسئلة ملحة:
• أين هي أعين السلطات المسؤولة عن زجر ومراقبة البناء العشوائي؟
• ولماذا لم يتم تفعيل الإجراءات القانونية في حق المخالفين؟
• وهل نحن أمام بداية تحوّل الضيعات الفلاحية إلى نقاط استقطاب لسكن غير مهيكل يفتقر لأدنى شروط العيش الكريم؟
إنقاذ ما يمكن إنقاذه لا يزال ممكناً، لكن الأمر يتطلب إرادة حقيقية وتنسيقاً بين مختلف الجهات المعنية، وعلى رأسها السلطات المحلية، من أجل وقف هذا النزيف، والضرب بيد من حديد على أيدي المتورطين في هذا التسيب العمراني.
إن استمرار الصمت، أو التهاون في التعامل مع هذه التجاوزات، لن يؤدي إلا إلى تعميق أزمة التعمير، وتحويل اولاد ستوت من مجال فلاحي واعد إلى حاضنة للفوضى والعشوائية.
ولنا عودة للموضوع لاحقا
تعليقات
0