جريدة البديل السياسي -بقلم:حليمة صومعي
لم تعد الفوضى التي تعيشها مستشفياتنا مجرد شكايات معزولة من المرضى أو تقارير إعلامية متفرقة، بل صارت واقعًا يوميًا يواجهه كل من يطرق باب مرفق صحي عمومي.
أقسام مكتظة، معدات معطلة، أطر طبية مُنهكة، ومرضى يتنقلون بين الممرات في رحلة عذاب بحثًا عن علاج.
في خضم هذا الوضع، يطلق وزير الصحة زيارات ميدانية متتالية لعدد من المستشفيات. زيارات تحمل وعودًا، لكنها تبقى في نظر الرأي العام مجرد صور رسمية لا تغيّر في الجوهر شيئًا. فالمشكلة لا تُحل بتفقد فجائي، بل بقرارات جذرية تضع حدًا للاختلالات، وتربط المسؤولية بالمحاسبة.
غير أن الأزمة لا تقف عند حدود قطاع الصحة فقط، فالتعليم يعيش بدوره وضعًا مأساويًا: أقسام مكتظة بالتلاميذ، مؤسسات تفتقر لأبسط شروط التدريس، وأطر تربوية تشتغل في ظروف غير إنسانية.
بدل أن يكون التعليم أفقًا للأمل، صار عنوانًا للإحباط. المطلوب اليوم ليس جولة هنا وزيارة هناك، بل قرارات شجاعة تُعيد الثقة في القطاعات الحيوية، ومساءلة حقيقية لكل من قصّر أو تلاعب أو حول المرافق العمومية إلى فضاءات للعبث.
فالوعود وحدها لا تكفي، والتغيير لن يتحقق إلا بالعمل الجاد، والشفافية، وربط المسؤولية بالمحاسبة. عندها فقط يمكن أن تتحول زيارات الوزراء من مجرد صور بروتوكولية إلى خطوات فعلية في طريق الإصلاح.
تعليقات
0