جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار.
في إطار جهود الدولة المغربية الرامية إلى تحسين ظروف العيش بالعالم القروي، وتعزيز التنمية المحلية عبر فك العزلة عن المناطق النائية، تم يوم الثلاثاء 29 يوليوز 2025، بجماعة كريديد التابعة لإقليم سيدي بنور، إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء وتكسية المسلك الطرقي الرابط بين الطريق الإقليمية رقم 2331 ودوار مريغيدة، على مسافة تمتد لـ 1.765 كيلومتر.
وقد شهد حفل الانطلاقة حضور عامل إقليم سيدي بنور، مرفوقًا بالوفد الرسمي المرافق له، والمتكوّن من ممثلي المصالح الداخلية والخارجية، إضافة إلى السلطات الأمنية والعسكرية، ورئيس الجماعة الترابية كريديد، إلى جانب عدد من أطر وأعضاء المجلس الجماعي، وشخصيات مدنية محلية.
ويعكس هذا الحضور الرسمي أهمية المشروع ضمن الدينامية التنموية التي يشهدها الإقليم، خاصة على مستوى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بين الوسطين القروي والحضري.
المشروع يندرج ضمن برنامج “تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية”، أحد البرامج الأساسية التي تشكل العمود الفقري للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويهدف إلى تيسير الولوج إلى الخدمات الأساسية وتحسين البنية الطرقية، مما سينعكس إيجابًا على ساكنة دوار مريغيدة والمناطق المجاورة التي طالما عانت من ضعف البنية التحتية وصعوبة التنقل، خاصة خلال فترات التساقطات المطرية التي تزيد من عزلة الدواوير.
وبحسب المعطيات الرسمية، تبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 2.500.000,00 درهم، بتمويل مشترك بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، المديرية الإقليمية للتجهيز والماء بسيدي بنور، والجماعة الترابية كريديد، التي تساهم أيضًا في الجانب المتعلق بالصيانة الدورية للمسلك بعد إنجازه.
كما أن المشروع يتضمن عدّة مراحل تشمل: تحيين وإنجاز الدراسات التقنية، تتبع الأشغال ميدانيًا، تنفيذ عملية البناء والتكسية وفق المعايير التقنية المعتمدة، بالإضافة إلى التأطير والمواكبة لضمان احترام جودة الأشغال، وكذا الصيانة الدورية للمسلك.
وقد رست صفقة الإنجاز على شركتي YAHYA STAR SARL وYOURAB SARL، المتخصصتين في مجال الأشغال العمومية، حيث تم تحديد أجل إنجاز المشروع في مدة لا تتجاوز أربعة أشهر، على أن يتم تسليم المشروع في آجاله المحددة مع ضمان الجودة والمطابقة للمواصفات.
ويُرتقب أن يكون لهذا المشروع وقع مباشر على تحسين مؤشرات التنمية المحلية، من خلال تسهيل تنقل السكان نحو المرافق الحيوية مثل المدارس، المراكز الصحية، الأسواق، والمراكز الإدارية، إضافة إلى تحفيز الأنشطة الفلاحية والتجارية بالمنطقة، باعتبار أن البنية التحتية تُعد عنصرًا أساسيًا في دعم الاقتصاد المحلي وتحسين مستوى المعيشة.
ويُعد هذا المشروع نموذجًا للتنمية المتكاملة القائمة على التنسيق بين مختلف الشركاء المحليين والمؤسسات العمومية، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق عدالة مجالية وضمان تنمية مندمجة ومستدامة بمختلف ربوع المملكة.
وتأمل ساكنة جماعة كريديد من خلال هذا المشروع في تجاوز معاناة سنوات طويلة من التهميش وصعوبة التنقل، في انتظار تنفيذ المزيد من المشاريع المماثلة التي من شأنها الإسهام في رفع جودة الحياة وتثبيت السكان في مناطقهم الأصلية، بما يتماشى مع أهداف ورؤية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
تعليقات
0