جريدة البديل السياسي – نورالدين عمار
في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية والمحلية، أقدم حزب الاستقلال على سحب التزكية من مرشحه لقيادة جماعة الوالدية، دون إصدار أي توضيح رسمي حول الأسباب الحقيقية لهذا القرار.
مصادر محلية أفادت أن المرشح، الذي كان يحظى بدعم كبير من مناضلي الحزب وقواعده بالمنطقة، تفاجأ بقرار إبعاده في اللحظات الأخيرة من وضع الترشيحات، ما فتح الباب على مصراعيه أمام مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (الوردة) لتعزيز موقعه في السباق نحو رئاسة الجماعة.
اللافت في هذه القضية أن عملية سحب التزكية تمت بشكل مباشر من طرف السيد عثمان الطرمونية، الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، الذي حل بعين المكان بشكل مفاجئ ليلة البارحة حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، ليبلغ المعني بالأمر بقرار الإبعاد بشكل شخصي، وهو ما زاد من غموض المشهد السياسي بالمنطقة.
ويُعرف السيد عثمان الطرمونية داخل الأوساط الاستقلالية بشخصيته الصارمة وبتوجهه الحازم في تدبير شؤون الشبيبة الاستقلالية، إضافة إلى كونه أحد الوجوه الصاعدة داخل هرم الحزب.
وقد لعب أدوارًا بارزة في تدبير ملفات تنظيمية معقدة في فروع متعددة من الحزب، ما جعله يُحسب على جناح يميل إلى الانضباط والصرامة في تطبيق التوجيهات الحزبية، دون مجاملة أو تهاون.
وتُطرح عدة تساؤلات في الشارع المحلي حول خلفيات هذا الانسحاب المفاجئ، حيث تشير بعض التكهنات إلى وجود ضغوط داخلية أو تفاهمات غير معلنة بين بعض الأطراف السياسية، بينما يرى آخرون أن القرار قد يكون مرتبطًا بصراعات داخلية أو بتقارير تنظيمية تتعلق بسلوك المرشح أو ولائه السياسي.
وفي غياب بلاغ رسمي من حزب الاستقلال لتوضيح ملابسات هذا القرار، يبقى الرأي العام المحلي في حالة ترقب وغموض، في حين استثمر مرشح حزب “الوردة” الفرصة لتكثيف تحركاته الانتخابية وعقد لقاءات موسعة مع الفاعلين المحليين وفعاليات المجتمع المدني، معززًا بذلك حظوظه في قيادة جماعة الوالدية خلال الولاية المقبلة.
الخطوة أثارت أيضًا ردود فعل متباينة من طرف المتتبعين، حيث اعتبرها البعض انسحابًا تكتيكيًا أو جزءًا من ترتيبات انتخابية أوسع على مستوى الإقليم، فيما وصفها آخرون بأنها ضربة موجعة لحزب الاستقلال في منطقة كانت تعتبر أحد معاقله التقليدية.
ومع اقتراب موعد الحسم، تبقى الأنظار موجهة نحو جماعة الوالدية، التي قد تشهد تحولًا لافتًا في موازين القوى السياسية، ما قد يؤثر على طبيعة التسيير المحلي خلال السنوات القادمة.
تعليقات
0