جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

نص مفتوح. الكتابة … بقلم الأستاذ خالد قدومي

1c2a38a8-dee5-4eb4-bf4c-3be97eee5f99

بقلم:  الأستاد خالد قدومي- جريدة البديل السياسي

هل الكتابة ترياق لمرضنا النرجسي؟ هذا السؤال يؤرقني منذ أن تبلور عندي الوعي الأولي حول مغزى الكتابة.

ولا أخفي سرا حين أقر أن أصعب لحظات الكتابة هي بداية البداية،ففيها نتيه للبحث عن أجوبة تلوح في الأفق، ثم تنفلت، رغم أن سؤالها هو مفتاح لا يتبلور في شكله النهائي إلا بالدهشة المصحوبة بالقلق. فما الذي يجعلنا نبحث عن أفكارنا في معترك السؤال والجواب وما يجمعهما من علاقة تصادمية في المجمل!؟

السؤال يلد الفكرة،وقد يكون هو في حد ذاته فكرة ،وهذه الأخيرة لا تكتمل نشأتها سوى بأسئلة تنيرنا في فهم ما تيسر من خيوطها العنكبوتية، ومع ذلك يبقى جوابها غير كاف لإخماد شهوة الفهم الكامل المستحيل

وبالعودة إلى الكتابة، هل هي حقا تترجم أفكارنا بأمانة؟ أم نحن ضحايا لتلاعب الألفاظ التي لا تمس المعنى بحذافيره؟ ربما هو وهم إمتلاك أسرار المسالك التي تقود إلى مرتفعات الحقيقة المنشودة

الكتابة هي لعنة تصيبنا من عدوى القراءة، وتبحث أيضا عن تموقع تتنفس فيه بأسلوب صاحبها الذي يبتغي مراودتها حسب مشيئته،لذا تباغثنا بلا استئذان وتجعلنا نغوص في معانيها الخفية والمخفية .وحدها الكتابة الملعونة تريحنا ونستريح لها من زيف قيود الأخلاق المعرقلة للغة العارية الكاشفة .

للكتابة أيضا طعم خاص، تستفزنا صراعاتها اللامتناهية بين المعنى والأسلوب وأيهما الأجدر لنا؟ وقد نبجلها في لحظة نراود فيها العبارة المختزلة لشساعة الفكرة

الكتابة سلطة السلط، بها تسن القوانين، ويكتب التاريخ، وتصان الديانات، وتتصارع الأفكار…فلولاها لما كان للفلسفة سيرة ونسق ومنطلق

الكتابة تكاد أن تكون المرادف الوحيد لكينونة الإنسان

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي